من الأسباب الغير مباشرة
للثورة السورية
لأن
" حافظ الأسد " لم يبني دولة ، ولم يسعى
لبناء مؤسسات وطنية حقيقية تكون أساس لدولة متحضرة في المستقبل ، حتى الكيان الذي أقامه
تحت مسمى " سورية الأسد " والذي افترضه
" الدّولة الوطنيّة " فقد فشل .. فشلا
ذريعاً ، لأن هذا الكيان كان ممسوخ وقزم وعلى مقاسه الشخصي..!
ربما
كان اليوم " حافظ الأسد " يعيش في وجدان
كل سوري كقائد عظيم وزعيم تاريخي ومعلم خالد ، لو انه سعى خلال فترة حكمه إلى بناء
دولة حقيقة ، عمادها المؤسسات وضابطها القانون ، وثقافتها العدالة والمساواة واحترام
قيمة الإنسان ، ولم يسعى لبناء أقل من مزرعة له ولأقربائه ..!
لأنه
لم يفعل المطلوب ..وتعمد فوق ذلك أن لا تكون سورية إلا كيان ممسوخ لا تتجاوز حجمه ، فقد فشل في معالجة القضايا الرئيسيّة التي تهم السوري
، والمتعلقة بالفقر والتنمية والمواطنة وحقوق المواطن ، وعجزه عن إدارة العلاقة بين
الهويات المختلفة ، الوطنيّة والقوميّة والدينيّة والأثنية ، ما كونت بذلك هذه المسائل
مجتمعة وتفاقمها ، أسباب غير مباشرة أو مسببات مهمة وأساسية لا يمكن التغاضي عنها لكونها
حركت المياه السورية الراكدة ،ودفعت السوريين للقيام بالاحتجاجات المطلبية ، التي سرعان
ما تحولت فيما بعد إلى ثورة سورية شاملة ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق