الاستعمار الخارجي والاستحمار
الداخلي
كان
الشعب الياباني يقدس إمبراطوره السابق .." شووا " أو الملقب .. " هيرو
هيتو " ، ويهتفون له " بالدم بالروح
نفديك ياهيرو هيتو " .. ، ولم يشأ احدهم أن يرى في اليابان الا إمبراطورها ، للدرجة التي كانوا يسمون
فيها اليابان " يابان هيتو " .. تماما كما كان يفعل البعض عندنا في سورية
..!
في
الحرب العالمية الثانية هُزمت اليابان واضطر " الإمبراطور
المقدس " نفسه للتنازل عن
قداسته والإذعان والرضوخ والتوقيع على " وثيقة
استسلام اليابان .. بعد قنبلتي هيروشيما وناكا
زاكي " ..!
أصبحت
اليابان في هذه الحالة " محتلة " أو
في حكم " المحتلة " من أمريكا ..
الغريب في الأمر ان هذا " الاحتلال الأمريكي
" أدى إلى نهضة اقتصادية ثقافية سياسية تنموية عمرانية عجيبة ، واعطى لليابانيين حرية وكرامة ما كانتا
موجودتين في ظل " المقدس هيتو " ،
وصارت " اليابان " الدولة الثانية
اقتصاديا في العالم بعد أمريكا واستمرت لنهاية القرن الماضي ومازالت من اوائل دول
العالم في الاقتصاد والتقدم التكنولوجي ..!
فاذا
كان الاستعمار يفعل في البلدان ويطورها أكثر وأفضل مما تفعله " الأنظمة الوطنية المقدسة " ، ويتعامل بشكل " أرقى " مع شعوبها ، فلماذا نرفضه ونعاديه ، خصوصا
وأن كلمة استعمار ليست بالمعنى السيئ لغةً .. هي تعني " جلب الاعمار " ..!
فإذا
كان الأمر كذلك .. فأهلاً بالاستعمار الذي يقدمنا ، ولتسقط الأنظمة الوطنية "
التعيسة " التي تؤخرنا .. ولتنتهي إلى مزابل التاريخ غير مأسوف عليها ،
فما رأي البعض اذا أبقينا حكم " ولادّي استحماري
محسوب علينا أنه وطني " يلعب ويلهو ويعبث بنا وبمصائرنا ، وجاعلنا
أتعس شعوب الأرض وأكثرهم معاناة ، يعاني الصغير قبل الكبير من لؤمه وحقده وقلة
فهم وإدراك أدواته وأجهزته وإجرام القائمين عليها ..!
"
حكم استحماري " لم يمر مثيل له في
التاريخ من البشاعة والوقاحة والسفالة والاجرام ، ولم تعرف البشرية حكم استعماري ..
شبيه له ..هل نبقيه .. أم نزيله .. ونلعن أساس أساس من ساهم فيه .. !؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق