دعونا نقول الحقيقة بلا مواربة ..
حينما
يكون قدرنا أن نواجهه عدوين " شرسين سيئين
" لا بد أن نختار في المواجهة ليس من هو أشرس فقط ، إنما أيضاً من تهديده أكبر وضرره علينا
أكثر .. وأسهل في المواجهة ..!
نحن
يا سادة نواجه عدوين " الأول هو النظام القائم
في سورية ، والثاني إسرائيل " .. وبالرغم من تأكيدي المستمر أن كلاهما
عدو ، ومواجهتهما لا بد منها ، لا بل أنها .. واجبة ..!
إلا أنني أرى أن " النظام القائم في سورية " أكثر خطرا علينا من العدو " الثاني إسرائيل
" على شراسة وعدوانية الأخير ، فالأول قتل أكثر من مئتي ألف سوري مدني على
الأقل ، واسقط على بيوتنا الآمنة أحدث اختراعات " الحقد
المذهبي الإيراني " من أنواع البراميل الغبية المتفجر ، واغتصب الآلاف من السوريات إمعانا بالإذلال والاهانة والتشفي والتعدي على الكرامة والشرف ، وجوّع ملايين
السوريين ، وشرد تشفياً وانتقاماً نصف سوريا وربما أكثر ، واعتقل مئات الآلاف من
شبابنا وغيب أو اعدم أكثر ..!
وهذا
ما لم يفعل " العدو الإسرائيلي " واحداً
بالمائة منه ..!
صحيح
أن " إسرائيل " عدو تاريخي ، ومحتل لأرضنا
، وهاضم حقوق شعبنا الفلسطيني ، ويقتل
اليوم إخوتنا في غزة ، لكن ضرره على المدى المتوسط والطويل يبقى أقل من ضرر العدو القابع
في دمشق ، الذي يقتلنا بجيشنا وأسلحتنا واقتصادنا بعد أن جعل وطننا السوري " تابع تافه " لمشروع إيران العنصري في المنطقة
..!
وأنا
سأقولها بصراحة وبلا خشية ، وحتى لو كان كلامي مستفزاً لمشاعر الآخرين من صغار
العقول .. أن إسرائيل من حيث الوعي والحكمة والاتزان - وهذا ليس مديح إنما توصيف
حال - وبالمقارنة مع " سلطة الأسد
" التي دمرت البلد لأجل " كرسي الولد " .. لا يوجد أي مجال للمقارنة بينهما ..!
وأزيد على ذلك بالقول وأنا مؤمن بما أقول .. أن إسرائيل لو استخدمت نصف القسوة والعنف والبشاعة
واللؤم والحقد في تعاملها مع الفلسطينيين ، وبالمستوى الذي استخدمه نظام الأسد مع الشعب
السوري ، لما بقيت قضية اسمها فلسطين ..!
دعونا
نشخص مرضنا حتى نعالجه ، ونقول الحقيقة كما هي وان كانت مؤذية .. وبدون مواربة ، وبالتالي
نبني أنفسنا لمواجهة أعدائنا كي ننتصر في النهابة ولا ننكسر أمامهم..!
أخيراً
المشاكل العربية داخلية فقط ، ومحصورة في الديكتاتوربة الاستبدادية الحاكمة ، والتي باتت فعلياً "
سلطات مستعمرة .. أو قوى محتلة " لنا .. بذرائع وحجج واهية ما خلق الله لها من سلطان ، فإذا
تخلصنا من أعدائنا الداخليين إياهم ، فقد انتصرنا وبدأنا مسيرتنا التفاعلية الصحيحة مع
بقية البشر في العالم ، وإلا سنبقى كما البهائم أعزكم الله .. أو مادون ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق