خطأ كبير الاعتماد على وسائل الإعلام
في فهم ما يجري
دعونا لا ننصت ولا نكترث كثيراً لما
تقوله وسائل الإعلام المختلفة ، والمتضاربة الأهداف ، والمتصارعة فيما بينها على
دمائنا ، أن الذين دخلوا سورية يحاربون مع أو في صفوف " تنظيم داعش " أو غيره
هم متطرفون أو أنهم " ارهابيون " أي بمعنى مجرمون قتلة قَدموا
لممارسة هواية القتل على شعب أعزل ..!
ان الواقع يشير الى عكس ذلك لمن يريد
أن يكون واقعياً ، أقله من نفسه ، فواقع الحال يؤكد على أن قسم كبير منهم دخل
سورية بدوافع قيمية اخلاقية إنسانية ذاتية بحتة ، وليس بأوامر تنظيمية ، وهذا
ما قد يكون كلام مستغرباً للبعض ، ومفاجئ للبعض الاخر خاصة في هذا الظرف ..!
وقد أسمح لنفسي بالذهاب أبعد من ذلك
في هذا الاطار وليس دفاعاً عن أحد .. والقول ان هناك دوافع خاصة وربما " سامية " واسمى مما
يتخيل الكثيرين ، تدفع البعض من هؤلاء لاتخاذ موقف واضح ونبيل في هذه الحياة
لا يراه قد تحقق إلا بهذا القدوم ، ولا يرضي ضميره الا به ، كما
حدث مثل هذا الأمر عند كثرين من ابطال التاريخ الذين نعتز بهم اليوم ،
لعل المجاهد السوري الكبير والشهيد " عز الدين القسّام " الذي ذهب لنصرة الاخوة الفلسطينيين في
النصف الاول من القرن الماضي خير مثال على ذلك ..!
فهؤلاء " الدواعش " ما جاؤوا
الا بعدما فاق قتل وذبح السوريين كل امكانية التحمل لديهم ، ومستوى لم تشهد
حتى القضية الفلسطينية نفسها ومع الصهاينة المغتصبين بتاريخها الطويل جزءا يسيراً
منه ، فما يجري على الأرض السورية في حقيقته شيء يفوق حدود العقل البشري السوي ..!
والقدوم الى سورية بحد ذاته
هو نوع من " النخوة
" النادرة هذه الايام .. التي تدفع أصحاب الضمائر الحية لـ " الفزعة " ، وهي
ليست نتيجة شاذة ومتمردة أمام ثقافة اليوم الملوثة والعفنة الت أدت لهذا
التخاذل العربي والدولي عن نصره شعب سورية المظلوم فقط ، وانما لغياب القيم
لدى الانسان كمخلوق على هذه الأرض ..!
فلماذا نستغرب ..!؟
فلو كان الشهيد " عز الدين القسّام "
حياً لهذه الأيام ، ورأي الظلم الواقع على أهله في سورية ، لما ذهب يقاتل في
فلسطين حتى وان كان فيها اولى القبلتين وبقي في سورية صامداً يدافع عن شعبه
والمظلومين فيه ..!
لا بل ربما ترأس تنظيم " إرهابي " أشرس واعنف من " تنظيم داعش " وقام بأكثر مما يقوم به هذا التنظيم ، ولماذا يذهب طالما أن دفع الظلم عن بيته وعرضة وماله اولى ..!؟
ان الهدف الذي ساقه
لفلسطين هو نصرة المظلوم ، ومقاتلة المغتصب هناك ، تماما كما ساق الظلم الواقع على السورين كثيرين من أفراد " التنظيم " ..!
فلو كان حياً لهذا
الزمن الذي بات فيه "
السلطة الحاكمة في بلده الام سورية " اشبه
ما تكون بعصابة اجرام ندر وجود مثيل لها في التاريخ الانساني ، بعدما أدمنت القتل
والرعب والتدمير في كل سورية هل كان سيصمت أو ينساق مع المضللين الذين
غُسلت ادمغتهم وباتوا كالأنعام او اضل سبيلا في فهم وادراك حقيقة ما يجري
..!؟
فعلى ماذا يستغرب بعضنا قدوم
أصحاب النوايا الحسنة ، ومن أنحاء شتى في العالم للانضمام لمحاربة المعتدي ونصرة
المعتدى عليه ..!؟
من هنا ننطلق للقول : خطأ كبير
الاعتماد على وسائل الإعلام في فهم ما يجري خصوصا فيما يخص " تنظيم داعش " ، والبناء
على ما تقوله فقط ، دون البحث والقراءة وخصوصا التاريخ ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق