الاثنين، أبريل 02، 2012

تاريخ الشبّيحة



تاريخ الشبّيحة

منذ أن ظهر اسم "الشبّيحة" في الإعلام مع بداية الثورة السورية، ثمة جهد ملحوظ للتعرف على هذه العصابة ونشأتها وقادتها. والمعلومات المتداولة والأكثر رواجاً تفيد بأن التأسيس الأول لهذه العصابات كان في العام 1975 أثناء اجتياح الجيش السوري للبنان، وأن المؤسس الأول لها هو نمير الأسد ( ابن أخ حافظ الأسد ) .

لكن لتصحيح هذه المعلومة، نقول في الحقيقة أن المؤسس الأول للشبيحة هو اللواء الركن حافظ الأسد في العام 1966، وذلك فور فشل انقلاب سليم حاطوم ولجوئه هو وكتيبته إلى الأردن والخوف من قيام رد فعل شعبي كالذي حصل عام 1955..

وكان هدف تأسيس هذه العصابة ترويع مدينة دمشق، وقد سمّاها الأسد آنذاك بـ"الكتائب العمّالية المسلحة". ويذكر أكرم الحوراني في مذكراته بأن هذه العصابات نزلت إلى الشوارع بأسلحتها تحت شعار "تصفية أعداء الثورة". ويؤكد خالد الحكيم رئيس "اتحاد نقابات العمّال" آنذاك، والذي لجأ إلى الأردن، بأن تلك العصابات كانت في حقيقتها مؤلفة من عناصر "اللواء 70 "، وهو اللواء الذي كان ولاؤه مطلقاً لحافظ الأسد ..

اللافت للنظر أنه بعد مضيِّ حوالى عشرة أيام فقط على بدء الثورة في حوران ، نقل موقع "كلنا شركاء" عن "مصدر مطّلع في القيادة" عزم النظام تشكيل "كتائب عمّالية بعثية مسلحة لحماية المواطنين".. !

ولم تُحلّ تلك العصابة إلا بعدما ارتفع صوت رئيس الوزراء يوسف زعين معترضاً، وأيّده في ذلك صلاح جديد الذي كان حريصاً على الظهور بمظهر "الآدمي"، في مقابل مظهر الأزعر الذي كانه حافظ الأسد قبل وصوله إلى سدّة الرئاسة ثم البدء بتزوير التاريخ وطمس الحقائق لتلميع صورته الشخصية.

عيّن الأسد خالد الجندي رئيساً لهذه العصابة، ومنحه كامل الصلاحيات في أعمال القتل والخطف والنهب والاغتصاب… تماماً كالصلاحيات التي منحها ابنه بشار للنسخة الجديدة والمنقّحة من أقذر عصابة مرَّت في تاريخ سوريا الحديث.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...