الأحد، فبراير 17، 2013

النبيحة


النبيحة
في الثورة السورية





" الشبيحة " بتعريف بسيط ..هم " زعران أولاد زعران " .. لا أصل لهم ولا فصل ، غالبيتهم مهمشين ومهشمين ، أو مستقدمين من ملاجئ تربوا بها ، أعدت خصيصا لإنتاجهم واستخدامهم لمثل هذه الأيام ، ينتمي جلهم لطائفة معروفة تنتمي لها العصابة الحاكمة ، استُثير بهم الشعور الطائفي ألانتمائي المنحرف ، ونبشت في نفوسهم النوازع الشريرة ، لهم أبدان وليس لهم عقول ، تكوينهم النفسي والبدني أقرب للبهائم في الشكل والمسلك منهم للبشر ، أبدانهم كأبدان البغال وربما أضخم في بعض الحالات ، همهم في هذه الحياة لا يتعدى السهر و السُكر والعربدة ، لا طموح عندهم كباقي البشر ، يسيرون وفق رغباتهم الحيوانية ، وإن وجد لأحدهم شيء من طموح فلا يطمح بأكثر من سيارة حتى لو كانت سرقة أو مستولى عليها بقوة السلاح من سائح تاه أو شخص ظل طريقه في تلك المناطق ، فهم غريزيو السلوك ، ما يجول في رؤؤسهم محصور في ما بين بطونهم وفروجهم ، استُخدموا من قبل وما زال استخدامهم بشكل بشع من قبل العصابة الحاكمة بدءا من الأسد الأب أبو الطائفية الأول ، وانتهاء بالأسد الصغير الذي ورط الطائفة بالكامل بأفعالهم الشنيعة ، وفي كل الأحوال يبقى خطر هؤلاء " الشبيحة " في الثورة السورية أقل من خطر " النبيحه " بكثير   .

إذاً من هم" النبيحه " المقصودين في العنوان يا ترى ..!؟

" النبيحه " هم الكلاب البشرية الضالة التي تشعر بالسفالة والدونية ، والتي تظهر لنا بين الفينة والأخرى في وسائل الإعلام وحتى في الواقع تدافع عن الباطل المتمثل بالعصابة الحاكمة في دمشق ، وتعيب الشعب الذي طالب بحقه ، فتشوه الحقائق وتشكك بالواقع المحسوس والظاهرة معالمه للأعمى قبل البصير ، وتحاول تغطية عين الشمس بغربال ، تناور وتراوغ بطريقة فجة ووقحة ، وهي تدرك أنها تقف ضد المظلوم فوق ظلمه ، وتساند الظالم على ظلمه ..

هم الأخطر .. وما أكثرهم هذه الأيام ، فهم كفطر العفن يتواجدون في كل مكان ينبتون على ومن الشرائح الاجتماعية المختلفة ، فتجد منهم المعلقين السياسيين ، ومنهم الباحثين  ومنهم المفكرين ، ومنهم رؤساء مراكز الدراسات الإستراتيجية الوهمية ، والفنانين ، وما أكثر ما يتقدم اسمه " حرف الدال " لتميزيه ورفع قيمته ، وللتدليل على مكانة وأهمية هذا أو ذاك " النبيح " ..

الغريب أننا نجد منهم من يعي تماما ما يفعل ، وربما منهم من يدفعه الحقد والتشفي والانتقام خصوصا أمثال الذين باتوا معروفين لنا من اولائك الموظفين لهذا الشأن ، هؤلاء الذين اشتهروا فباتوا نجوما بعدما امتهنوا الظهور والإدلاء بدلوهم في نظرية المؤامرة الكونية التي تركت بلدان العالم كلها تسرح وتمرح ، واستهدفت " عصابتنا الحاكمة " لوحدها في المنطقة عن بقية العالم ، بعدما ظهرت فجأة هذه المؤامرة ببشاعة لم نعلمها من قبل لا على الساحة السورية كما هي عليه اليوم ولا في غيرها من ساحات العالم ..
 
انتشار هؤلاء " النبيحه " لا ينحصر في الواقع السوري فقط بالرغم من كثافتهم فيه ، فهم يتواجدون ويعيشون في كل مكان من الوطن العربي ، وأكثرهم من نتاج الفكر القومي المنحرف ، يعيشون ويعتاشون عليه ويرفلون بأمن وأمان في مواقعهم ، ويقرفوننا بالتنظير والتحليلات السمجة ، ويبعثون التعاسة فينا بأشكالهم المنفرة والمستفزة حينما يظهرون على الإعلام ..

 أخطرهم على الإطلاق ربما يكون أولائك الذين يّدعون انتمائهم للعرب ويدافعون عن العروبة ، فهم لا يعترفون بانحرافهم الفكري وشذوذهم الثقافي ، وهم بالمناسبة لا ينتمون لطائفة بعينها ولا مذهب وان كانت نسبة الطائفيون والمذهبيون فيهم كبيرة ، لا بل هم لا ينتمون لوطن ، ولا يحملون أخلاقا ولا قيم ولا يعتنقون دينا ، يستخفون بالناس ويشوهون الحقائق ويشككون بالواقع الملموس ، هم باختصار شديد " وصوليون انتهازيون متسلقون " ، وهم في كل الأحوال نابحون " ينبحون " ولكن ليس كالكلاب الأعتيادية بل كمخلوقات مستنسخة يمكن تسميتها "  كلاب بشرية ضالة " امتهنت التنبيح ، ولو أن " الكلاب الأعتيادية  "  تحمل من الصفات ما لا يمكن أن تتوفر بأحدهم سواء لجهة الأمانة والإخلاص أو لجهة الوفاء ..

يقيني بأن الكلب و"  النبيح  " ، وان كان الأول مسخّر لخدمة الإنسان ، الا انهما مشتركان مع بعض بميزة عدم التمييز ، فكلاهما لا يميز بين شريف ودنيء أو بين كريم أو وضيع ، ولا يهم ذلك ، والتنبيح عادة ما يتم مع الصاحب ، ووفاءه يرتبط بكم ونوع العظام والطعام الذي يُلقى إليه ودرجة الاهتمام ، والثاني كذلك ينبح مع العصابة الحاكمة في دمشق بحكم " الدفع المعلوم " ، لكن بعد سقوط هذه العصابة من سيلقى لهم العظام والطعام مرة اخرى ، وسينبحون لمن يا ترى ..!؟

هذا ما سنرى كيف سيكون عليه حال هؤلاء " النبيحه " التي لا ترى القتل والإجرام والمجازر ـ انما ترى مؤامرة لا غير ، وان سألت احدهم سؤالا منطقيا فيه شيء من التبّصر ، كم من عشرات الآلاف الذين قتلوا هل هم متآمرين على سوريا ، أليسوا من طلاب الحرية والكرامة ، ستجده يرغي ويزبد ويبدأ النباح ليس ككلب من بقية الكلاب ، فالكلب اشرف واطهر منه ومن أهله ، إنما كـ " الكلبة الجرباء المستكلبة " في موسم التزاوج ، ويعزي ذلك لهؤلاء " المتامرين .. وفي أحسن الحالات .. المظللين وادوات السعودية وقطر وتركيا واسرائيل في المنطقة.. الى اخر الاسطوانة المشروخة  " يعني شعب كامل يتامر على  سلطة يقودها معتوه أرعن ..هذا هو منطقهم التنبيحي ، ولإثبات ذلك ولمن يرغب بالتعرف أكثر على هؤلاء النبيحة من البشر  يمكنه متابعة الفضائية السورية لتجدهم نوعيات منهم وبشكل دائم ، ولعلك ستكتشف على الفور أن أقذرهم الطائفيون والمذهبيون المرتبطون بمحور" المقاولة والممايعة بالعهر والدعارة " الممتد ما بين طهران والضاحية الجنوبية في  لبنان .. 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...