السبت، فبراير 02، 2013

المعتصم وجبهة النصرة


المعتصم

وجبهة النصرة







الى يهمه الأمر من " كلاب سلطة آل الأسد " ، إذا كان المطلوب منا أن نعيب ونرفض أو حتى نلفظ  من أمثال جبهة النصرة وغيرهم الذين قدموا من الخارج بدافع الرجولة والشهامة للوقوف مع الحق ونصرة الشعب السوري ورفع ظلم " السلطة القاتلة " عنه وكسر يد الظلمة المرتبطين بها ، والذين يجهرون بقول " لا اله إلا الله "  ، فأقول خسئتم ..يا انذال .. هذا لم يحصل .. !!

إذ كيف نعيب عليهم قدومهم لنجدتنا أو " فزعتهم " الكريمة لنجدة الشعب السوري المظلوم ، هؤلاء الذين يحملون في قلوبهم من الأخلاق والقيم الدينية والمثُل العليا ما لا يمكن للمجرمين الأنذال المرتبطين بـ " المحور المذهبي الطائفي " في المنطقة أن يدركوه ..!؟
بالقطع .. مستحيل علينا القيام بذلك ، لا بل هو المستحيل بعينه ، اذ كيف نعيب من جاء لنجدتنا ومساعدتنا ، ونحن في سوريا نحمل من القيم والأخلاق المشتركة فيما بيننا وبينهم الشيئ الكثير ، والذي لن يسمح لنا بنكران الجميل ونسيان معروفهم هذا ، لا ولن نقبل لأنفسنا أن نعضض اليد التي تمتد لمساعدتنا ..
فهؤلاء عمالقة هذا العصر ، دفعتهم إنسانيتهم قبل كل شيء إلى القدوم لسوريا " المحتلة " لنجدة إخوانهم في الإنسانية قبل الاسلامية أو العربية من القتل والتدمير الممنهج ، والتضحية بأرواحهم وتقديم دمائهم رخيصة في سبيل نصرة الحق ، بعد أن تخلى العالم كله عن نصرة شعبها ..!
بالمناسبة  .. .
ما قول من يحثنا على اعابتهم ويعيبنا بهم في هذا الوقت الصعب الذي تجسد الظلم في كل شيء ، وأصبح القريب والبعيد ضدنا ، ويحرضنا ليس على رفض وجودهم فقط وإنما معاداتهم ، ما قول هؤلاء بـ" المعتصم بالله بن هارون الرشيد " ، الذي هب لنجدة حرة واحدة كانت قد استنجدت به ، والذي خلدة التاريخ وما نسيه لهذا الموقف ، لا بل ذكره بأنصع صفحاته حينما فتح عمورية سنة 223هـ/ 838م ، فقط للموقف الذي اتخذه والذي لا يبتعد كثيرا عن موقف " المجاهدين اليوم " يوم نادت باسمه تلك المرأة العربية على حدود بلاد الروم حيث اعتُدِىَ عليها، فصرخت قائلة :
واه .. معتصماه ..!!
فلما بلغه النداء كتب إلى ملك الروم التالي :
من أمير المؤمنين المعتصم بالله ، إلى كلب الروم ، أطلق سراح المرأة ، وإن لم تفعل ، بعثت لك جيشً ا، أوله عندك وآخره عندي ، ثم أسرع إليها بجيش جرار ..
قائلا: لبيك .. لبيك ..!
 في هذه السنة 223 هـ غزا الروم وفتح "عمورية " وكان لما تجهز لغزوها حكم المنجمون أن ذلك طالع نحس و أنه يكسر ، فكان من نصره و ظفره ما لم يخف ، وسجل أبو تمام الحوراني هذا الفتح العظيم في قصيدة رائعة ، كان مطلعها :
السـيف أصدق أنباءً من الكتب          في حده الحـد بين الجد واللعب
هذا هو المعتصم رجل النجدة والشهامة العربية أو " ارهابي " الامس ، حيث كتب إليه ملك الروم كتابًا يهدده فيه ، فأمر أن يكتب جوابه ، فلما قرئ عليه لم يرضه ، وقال للكاتب :
 اكتب .
بسم الله الرحمن الرحيم
.. أما بعد، فقد قرأت كتابك ، وسمعت ندائك ، والجواب ما ترى لا ما تسمع :
( وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار ) [الرعد: 42]
يقول إسحق الموصلي :
سمعتُه يقول: من طلب الحق بما هُو له وعليه ؛ أدركه ..
هؤلاء هم أحفاد المعتصم ، وربما أرى أنا شخصياً أنهم أفضل حتى من المعتصم ، فالمعتصم ربما سعى لمجد أو خلود شخصي على عكس ما يفكر مثل هؤلاء ، لكن في كل الأحوال هل يعاب على المعتصم شهامته ..  سؤال موجه لـ " الأنذال " أو المخدوعين .. حتى نعيب على هؤلاء شهامتهم ، أم أن المعتصم  كان تكفيري ارهابي ومن العصابات المسلحة التي كانت تدعمها " الصهيونية والامبريالية العالمية " في ذلك الزمن ، أوأنه كان من أدواتهما في المنطقة " تركيا وقطر والسعودية .. الخ " ، أو أنه من المتآمرين أو المرتبطين بأجندات خارجية ، كما تدّعون .. حتى يكونوا هم كذلك ..!!
إذا كان كذلك أفيدونا .. كيف تكون الفزعة ، وما معنى إغاثة الملهوف ، وكيف يكون الدفاع عن حق المظلوم ، وما هي الشهامة ، لا أفادكم الله ، ولا هداكم وبأسا لنا وعلينا جميعا لو أبقينا في السلطة " أحد من آل الأسد "  ..!؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...