السبت، مارس 30، 2013

عبرة واعتبار


تاريخنا حافل بقصص واقعية وروايات تاريخية صحيحة فيها من العبر الكثير إلا إن المعتبرين لها قلائل ، من تلك القصص ، التي قد تسلط الضوء على خلفية ما يجري في بلدنا من قتل وتدمير ، قصة الفقيه الشامي المعروف ، " أبو بكر النابلسي " ، وهي باختصار ، كما يذكرها مؤرخ الشام ، ابن كثير ، في كتابه ( البداية والنهاية ) مع بعض التصرف ..

تقول القصة هاجم الفقيه الشامي أبو بكر النابلسي الخليفة الفاطمي " المعزّ " متهما إياه بالتظاهر بالعدل ، وهو حسب وصفه " رافضي " عدو لعلماء السنة والجماعة :

فأحضر بين يديه الزاهد العابد الورع الناسك التقي أبو بكر النابلسي ، فقال له المعز: بلغني عنك أنك قلت: لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت المصريين ( أي الفاطميين ) بسهم.

فقال النابلسي: ما قلت هذا. فظن أنه رجع عن قوله ، فقال له : كيف قلت ..؟

قال: قلت ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر، قال: ولمَ..؟

قال: لأنكم غيرتم دين الأمة ، وقتلتم الصالحين ، وأطفأتم نور الإلهية ، وادعيتم ما ليس لكم .

فأمر بإشهاره في أول يوم ، ثم ضرب في الثاني بالسياط ضربا شديدا مبرحا ، ثم أمر بسلخه - وهو حي - وفي اليوم الثالث جيء بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن ، قال اليهودي فأخذتني رقة عليه ، فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين فمات ( رحمه الله ) ، فكان يقال له : الشهيد . وإليه يُنسب بنو الشهيد من نابلس إلى اليوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...