المذهب
الامامي .. معارضة في الاسلام
إذا وضعنا الأمور في نصابها التاريخي على مدى
أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان ، نجد أن " إيران
الفارسية " دخلت مع العرب بعد الفتح الإسلامي في صراع وجودي أسسته على
اعتبار أن العرب واجهوها عنصرياً ، وأن هذا الصراع كان صراعاً وجودياً ، فمقتل
الخليفة العربي المسلم " عمر بن الخطاب
" غدرا على يد الفارسي " أبو لؤلؤة
" لم يكن محض صدفه ، أو عمل فردي ، إنما عمل تم التخطيط له ، والتفاخر
عنصرياً بإنجازه ، وما بقاء قبر قاتله في إيران الذي تحول إلى مزار إلا دليل على
ذلك ..!
وإذا ما استثنينا من الفرس بعض الأفراد الذين تخلوا
عن عنصريتهم ، وصهروا أنفسهم في البوتقة الإسلامية ، وساهموا في بناء الحضارة الإسلامية
، وأصبح أحدهم يعتز بإسلامه أكثر مما يعتز بأصله الفارسي ، فان الكيانات الإيرانية
الفارسية لم تساهم على مدى التاريخ بشيء ايجابي واضح في الحضارة الإسلامية ، بل
على العكس تماما نجد هي من تزعمت في البداية " المعارضة
الإسلامية " أو لنقل بصيغة أخرى " المعارضة
للإسلام العربي " من خلال تبنيها للتشيع وحصر تأييدهم لشخص " الحسين الأسطورية " ليس لصفته أو قيمته أو
مكانته الإسلامية أو حتى قربه من الرسول ، إنما بحكم مصاهرته للفرس التي أدت إلى
" نسل الأئمة الثمانية الباقية " ،
متجاهلين بقية آل البيت ..!
وانسجاما مع هذا السياق .. فأنهم لم يتوقفوا عند "
المعارضة الإسلامية " في إطاره الفقهي
النظري ، أو إضافة فهم جديد بناء حتى لو كان مختلف عن فهم العرب للنصوص الدينية
سواء كان ذلك على مستوى التفسير أو التأويل ، إنما حولوا " المذهب " كجزء من دين إلى دين مستقل ، ليسهل عليهم تزعمه
هم ، لوحدهم وليس احد غيرهم ، ويضعوا فيه كل ما من شأنه ضرب أي تقارب بين المسلمين
، طالما أن العرب هم نواة دين الإسلام ، وأن تكون جل فكرته مرتكزة على العنصر
الفارسي حصراً ، وأن لا تكون المراجع الكبرى لهذا الدين من غير فارس ، وهذا بكل
تأكيد ما يتصادم مع مقاصد الدين الإسلامي الحنيف ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق