الثلاثاء، يوليو 08، 2014

العفن ابن العفن



العفن ابن العفن
بشار الأسد هو نتاج  طبيعي لعفن النظام الذي أسسه أبوه " حافظ الأسد " ، وأبوه حتى يتمكن من الحكم بعد أن قام بانقلابه الشهير الذي سماه " الحركة التصحيحية " ، وهو الوضيع التابع لأقلية ، والذي كان يدرك هذه الحقيقة ،  عمل بعد نجاح انقلابه على الإتيان بأسفل الأشخاص ، من اللمم وضعاف النفوس ، والانتهازيين ، والتركيز على وضعهم في المراكز الحساسة والمناصب العليا للبلد ليضمن ولائهم له ..!

زاد من هذا النهج أكثر ، حينما واجه تململ شعبي قبل أن يتحول هذا التململ إلى ثورة شعبية في سورية في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي ، للأسف تم إخمادها بعنف غير مسبوق ، وبتواطؤ دولي .. ودعم ..!


اليوم فُضح نظام " حافظ الأسد " العفن ، الذي يتولى قيادته اليوم ابن الفاقد للأهلية " بشار الأسد " بعد انتهاجه نهجاً طائفي مقيت ليس كما كان أبوه ، إنما بشكل فاضح  ، وبعد أن تبين للجميع تعمده المكشوف إبعاد المكون السني الأكثري في سورية ، وإقصاء زعماءه عن موقع القرار السياسي من خلال المطاردة والاعتقال والتصفية الجسدية ، واعتماده طريقة أبوه في الحكم ، على " اللمم والمنتفعين الوصوليين " ، وبعدما اتضحت معالم الرؤية الاقلوية لهذا الشخص العفن القادم من نظام عفن ..!

أبوه العفن .. فيما مضى وأثناء حكمه وجد أنه في " محيط سني " كاره له ولنهجه ، شعر بأنه يتحين الفرصة المناسبة للانقضاض عليه والتخلص من حكمه ، وشعوره بأنه محاط من كل الجوانب بـ " السُنة "، وهو الشخص الذ كان يدرك بأنه مكروه لأنه غير سوي حيث كان يعيش " حالة أقلوية منحرفة " تنظر بعين الريبة والشك للآخر ، وهي العلة التي منعته من إقامة علاقة طبيعية وعلى أسس وطنية مع المكونات السورية الأخرى ..!
من الشمال تركية السنية ، ومن الشرق العراق و" صدام حسين " السني ، ومن الجنوب الأردن السني ، ولبنان من الغرب الذي للسنة فيه دور كبير ، ومصر السنية والسعودية كذلك ، ليستا بعيدتين عنه ، واللتين تكّونان البعد الاستراتيجي للعرب السنة .. والثقل الوازن لهم ..!

هذه الدول جميعها لم تكن على علاقة طيبه معه ، ولم يرغب هو أن تكون علاقته بها طيبة وهذه طبيعة الشخص الأقلوي المريض في كل العصور ..!

ولأن إسرائيل الدولة المدللة في العالم حليف استراتيجي له ، ولو بشكل غير معلن ، ووجوده مصلحة حقيقة لها ، وهو مطمئن لها ، وهي كذلك  ، فقد عمل على تخريب لبنان الخاصرة الرخوة له ، وتحجيم دور السنة فيه ، فجاءت الفرصة له بالدخول بقوات " الردع العربية " في عام 1976 والتي كانت تتكون في البداية من كل الدول العربية وبقرار من الجامعة ، إلى أن الظرف الدولي والدور الوظيفي الذي " وُجد لأجله " جعله يستفرد بلبنان ويزيد من هذا الاستفراد لاحقا من خلال قواته وزيادتها بحجة وقف الحرب الأهلية فيه ، وأن يخرب بالمحصلة نسيجه بالكامل ويسلمه لحليفة الخميني المهووس بمشروعة الفارسي في المنطقة من خلال مرتزقته وعملائه والتابعين له ، وبالتالي ضمان التمدد لمياه البحر الأبيض المتوسط..!

" حافظ الأسد " كان قد عقد مع  " الخميني " تحالف " طائفي مصلحي " قبل نجاح ثورته الأخير بثلاث سنوات عن طريق " الإمام موسى الصدر " الذي بالرغم من علاقته الجيدة بالخميني كان يرفض قيام دولة " ولاية الفقيه " ..!

مع التنويه هنا أن " الإمام موسى الصدر " هو الذي أفتى لـ " حافظ الأسد " بشيعية طائفته العلوية ، ثم عمل على التخلص منه بمساعدة الخميني نفسه ولكن بأيدي بعيده عنهما مستغلين هوس وجنون القذافي ..وغضبه من الإمام ..!

الآن هذا التمسك الإيراني المسنود من الروسي ببقاء شخص فاقد للأهلية ومرفوض من أكثرية الشعب السورية ومن محيطه العربي وغير العربي ومنبوذ على مستوى العالم مثل " بشار الأسد " بعد ما فقد كل إمكانية لإدارة البلد ، وأي نوع من التواصل مع الخارج العربي وغير العربي ، وحتى يمكنني القول انه لن يحقق المصالح التي تريدها تلك الدول ،  له تفسير واحد ..!

وهو إدراكهم التام أن اللعبة باتت مكشوفة لـ " سُنة المنطقة والأكثرية فيها " بعد الدعم الغير مسبوق من إيران وروسيا وغيرها " لتغّول متخلفي الأقليات " على حقوقها ، وعلى رأسهم " بشار الأسد " وتعمد استبعادها من مواقع القرار وإدارة الثروة فيها ، وتأكدهم من رفض هذه الأكثرية لتولي الأقليات مرة أخرى القيادة فيها رغما عنها ، والأهم من كل هذا حتى لا تنكشف موبقات المرحلة السابقة والتي إن كُشفت فستهدد الكيان الإيراني القائم اليوم بقيادة دهاقنة الدجل والكذب والخزعبلات ، وهذا ما لا يريده المستفيدون من وجود بشار الأسد وبقاءه ..!

النتيجة أن ما نحن فيه هو " عفن "  نتج عن مرحلة " عفنة " سببها نظام " عفن "  أسسه العفن" حافظ الأسد " والذي يقوده اليوم الأكثر " عفونة " منه ابنه المتعفن " بشار الأسد " ..!
وبالتالي لن تهدأ المنطقة العربية إلا إذا أزلنا كل العفن الذي تراكم من نظام العفن ، ونظفنا منطقتنا من العفن الذي توالد من عفونة العفن .. والمتعفنين .. !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...