الثلاثاء، فبراير 28، 2012

" أصبحت متفائلا "




اليوم فقط .. " أصبحت متفائلا " .. !!

كنت اعتقد أن أي مشكلة ، حتى تنشأ في أي مكان وعلى أي موضوع ، لابد من وجود طرفين لها أقل تقدير ، لكن ما هو قائم عندنا اليوم في سوريا لم تعد مشكلة بسيطة بأطراف قليلة ، بل باتت مشكلة مركبة ومعقدة و " متكلسة " بعض الشيء وأطرافها كُثر .. !!

لكن هذا لا ينفي حقيقة أن أطرافها الأساسية أثنين فقط ، وهما " الشعب والسلطة " فقط ، والباقي من الأطراف على الرغم من وجودهم الفعلي إلا أنهم بغير أهمية ما سلف ، وبالمقارنة مع الطرفين المذكورين ، " فالشعب " مقهور كان منهزم ومستعبد ، ومستغل بشكل بشع ، " والسلطة  " فئوية أقلوية طائفية مستبدة قامت على " الأمن والباطل " ، منذ أن استولى على البلد مؤسسها الراحل " حافظ الأسد "  ..

 ومنذ ذلك الانقلاب التصحيحي " تعمل .. وبشكل ممنهج ومدروس ومنظم على تجهيل " أبناءنا وبناتنا " نواة هذا الشعب ، من خلال غسل ومسح أدمغتم .. بشعارات فارغة ، في مؤسسات قوية تهيمن على التربية والتعليم بدءاً من "  حضانة الأطفال " ، وانتهاءً  " بالجامعات "  ناهيك عن إعلام تجهيلي تضليلي موجه ، ليجد أبناءنا وبناتنا أنفسهم في النهاية مسلوبي الإرادة منقادين وتابعين  .. !!

ما أكثر خريجي الجامعات عندنا في سوريا .. إلا أن كثير منهم للأسف يجهلون أبسط حق من حقوقهم الأساسية ، وهو التعبير ، أو حرية الرأي ، فهؤلاء الذين اخُتطفت طفولتهم مبكرا من قبل منظمة تابعة للسلطة اسمها " طلائع البعث " وترعرعوا في منظمة أخرى أسوأ من سابقتها اسمها " اتحاد الشبيبة " ، ثم " الفتوة " وما إدراك ما الفتوة ، وبعدها " اتحاد الطلبة" والتنظيم التلقائي في " حزب البعث " الذي لا يحمل أي فكر ، إنما أقوال فارغة لمستبد دموي مقبور منذ أكثر من عقد من الزمان ..

قبل الثورة كنت متشائما وأتساءل هل يستطيع هذا الشباب  المسلوب الإرادة، والمدجن و" المتربي " على مقولة : " قائدنا إلى الأبد الأمين حافظ الأسد " ، تغيير واقعه أو الثورة  عليه ..!!؟
 للأسف أنني متأخر عرفت أنهم عرفوا الإجابة وقالوها أمام العالم وبالفم الملآن  " نعـــــــــم " .. ولهذا واليوم فقط  .. " أصبحت متفائلا " .. !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...