الاثنين، فبراير 27، 2012

الحوارنه

( الحوارنه  )



اكتشفنا مؤخرا للأسف الشديد أن سوريا يحكمها مختلين عقليا ، ومرتبكين سلوكيا ، وأولاد مجرم نافق خائفين على كرسي الحكم الموروث ..

هؤلاء الذين يعتقدون على ما يبدو أنهم يديرون مزرعة موروثة عن أبوهم النافق حافظ الأسد  ، وليست دوله لها بُعدها الحضاري ، وتاريخ عريق اسمها سوريا ..!

أو هذا ما هو ظاهر على الأقل ..!

" بشار الأسد " ابن أبوه .. حاله  كحال أبيه " حافظ الأسد "  وربما أسوأ من ابوه .. كلا الاثنين ،كانا يستخفان بسوريا والسوريين بشكل عام ، ويستغبيا على ما يبدو " الحورانه " بشكل خاص ، أو هكذا كانا يعتقدان ، وبالأخص من والاهم وعمل معهم سواء كان بحسن النية ، أو بسوء نية جريا وراء مصالح ومكاسب آنية ، مستخدمين من قبلوا الاستخفاف  كـ " قناع سني " ، يتخفون به ويخفون بشاعتهم الطائفية وراءه ..!

لكن فجأة وبشكل غير متوقع يتغير الحال مع " ابن أبوه " ، ويختلف التقييم ، فيثور هؤلاء المدجنين ، ويصبح " الحورارنه " بنظره أناس على غير ما تعدوا هو وأبوه عليهم .. فراح يعيبهم ويرميهم بأبشع الأوصاف لدرجة أنه وصفهم بـ " مجرمون مندسون سلفيون إرهابيون قاعديون مرتبطون بالصهيونية والامبريالية العالمية "  ..تخيلوا ..!

وأنهم أتوا من الخارج السوري بأجنداتهم التآمرية ، التي تستهدف " البلد والولد وحكم الأسد " ، كما تستهدف فوق ذلك الخط " المقاوم والممانع لكل المشاريع الصهيونية والامبريالية الأميركية " .. سبحان مُغير الأحول ..!!

ما الذي حصل ..!؟

الذي حصل عند " الحوارنه " في حوران هي احتجاجات بسيطة تحولت الى ثورة كرامة ، لكن لأنه مراهق و" فاقد للأهلية " ، ومعرفته في السياسة والادارة مثل معرفتي بالهندي ، لم يتخيل ان تكون ثورة ، وثورة لم تمر مثيلة لها في التاريخ من حيث الطهارة والنقاء ، لو لا أن قوبلت بالقمع الشديد بمختلف الأسلحة الثقيلة ، وقبل هذا كله التشويه والتشكيك ..!

لحسن الحظ ولعظمة هذا الشعب السوري ، فان هذه الثورة تمددت الى كل المدن والبلدات السورية ، ولن تتوقف عند مدينة في سوريا ، هذا لو طال الزمن بهذه السلطة الحاكمة ، وبقى على رأسها " بشار الأسد وأخوه " بالحكم ..!

بالمناسبة هؤلاء الأولاد ..  تربوا في مدرسة أبوهم .. " مدرسة الحقد والضغينة والغدر والكره  " ، التي أسسها " حافظ الأسد " ، والتي مسحت أو حاولت أن تمسح الخصوصية السورية وتمّيزها وتنوعها ، وقتل إبداع الفرد الذي يعيش على أرضها ..وجعلت السوريين كالعبيد في مزرعة ، وليس مواطنين في وطن اسمه سورية ..!

فالطبيعة المراهقة ، والعنجهية والعناد والرعونة المكونة منا شخصية " بشار الاسد " ، ومع امتلاكه لجيش جرارا بعدده وعتاده ، والحقد على شعب حوران الذي تمرد عليه ، جعلته يزج بدبابات الجيش ومدرعاته بين الأحياء السكنية المدنية والأزقة الضيقة في كل مناطق حوران ، ويطلق الرصاص الحربي القاتل بشكل عشوائي بقصد القتل والتدمير والترويع وإخماد الثورة ، وتلقين درس قاسي وبليغ " للثوار الحوارنه " والبيئة الحورانية المتعاطفة معهم ..!

الان ما حصل قد حصل ..  لكن نقول بكل ثقة بالنفس ليطمئن الجميع .. نحن في حوران قلناها منذ البداية ونحن واثقون مما نقول ..

ليقتل " بشار الأسد " ابن ابوه ما يشاء منا لن يرهبنا القتل فنحن طّلاب شهادة ، ولدينا من الشجاعة ما لا يتخيل ، وهو جبان وغادر ومرعوب ،  فإن تمكن من القتل اليوم .. فلفترة من الزمن ..!

لكنه بكل تأكيد  لن يحكم البلد مرة أخرى ، ولن يستطيع الاستمرار في الحكم إلا على جثة آخر فرد في حوران ، فحوران كما بقية المناطق في سوريا لن يركع .. صامد .. حتى النهاية..!

وشعبه صلب ..وأكثر صلابته  من صخر سهله " البازلتي "  وقد قال الثوار الحوارنه منذ البداية أمام العالم " الموت ولا المذلة "  و نموت أو ننتصر " لا بقينا إن أبقيناك يا بشار الأسد "..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...