الأربعاء، فبراير 29، 2012

ثلث الثلاثة


" ثلث الثلاثة "






الجميع يعلم أن الشعب السوري شعب حي وخلّاق وجبّار لما خصوصا بعدما ابداه من صمود اسطوري نادربالرغم من تكالب كل قوى الشر في العالم ضده وضد تطلعاته ، مع العلم بأن هذا الشعب غُيب في المرحلة السابقة من التاريخ تماماً ، وبقي ردحاً من الزمن في حالة من " الموات "  أو البيات ألقسري ..!
هذا الشعب .. شعب سورية البطل ، الشعب المُبدع الذي أرهقته حقبة الظلم والاستبداد " الاقلوي المافيوي الاسدي المتصحر " .. تلك الحقبة التي استمرت أكثر مما ينبغي لها أن تستمر ..!

هذا الشعب هو بالقطع شعب النوابغ الذي فهم الرياضيات والأرقام وعلاقتها مع بعض ، وأدرك تماما أن " ثلث الثلاثة قد لا يساوي بالضرورة واحد ، خصوصاً بعدما نهض من سباته وبياته الطويل  واعاد الحياة لنفسة وقال يا واحد ..!!  " ..

ليس المهم أن نذكّر أنفسنا بحقيقة هذا الشعب فقط ، انما الأهم من التذكير ، هو أن يتذكر داعموا السلطة الحاكمة في دمشق هذه الحقيقة لعلهم يستعيدون شيئاً من وعيهم وذاكرتهم ويدركون هذا الأمر جيداً قبل فوات الأوان عليهم وعلينا ، ويفهمون بأن نتائج إجرامها كبير وفاق كل تصّور بشري ، وأن ما عملوه معها في سوريا طوال الفترة الماضية ولغاية الآن ليس بالعادي الذي يستطيع المرء نسيانه ، وأن الذي فعلته السلطة الحاكمة في السوريين لم تجرؤ سلطة من قبل على فعله ، وأن البشاعة التي أبدتها في سلوكها تجاه البلد وشعبه على مدى الفترة الزمنية الماضية ، بلغت درجة لا يمكن أن يتصورها عقل سليم ..!

من هذه النقطة كان المفروض من السلطة الحاكمة أن تعي عظمة هذا الشعب ، وتتنبه الى انها أمام شعب هو الأعظم في التاريخ البشري  ، لطالما أنه لم يكل ولم يمل بالرغم من ما فعلته به ، وبالرغم مما أصابه ، هذا الشعب .. الذي أكد للعالم كله بأن لديه من الإرادة والقدرة على الاستمرار تفوق التصور ،  رغم الألم والمعاناة ، ولديه القدرة العالية على القيام بما لا يقدر على القيام به شعب على الأرض ، ولو أنه " أي هذا الشعب " قد تسامح كثيرا وصبر أكثر مما يجب على جلاديه من " ال الأسد " بدءاً من الأب المجرم انتهاء بالابن المعتوه ، لكن هذا التسامح والصبر ما كان له أن يستمر الى ما لا نهاية ، بالتأكيد .. في لحظة ما سينفذ الصبر ، وبتوقيت ربما قدر هذا الشهب نفسه ساعة نفاذه بنفسه ..

ساعتها سيتفرج العالم على ما لا يتوقع ولا يتخيل أن يحدث ، وسيرى ما لا يمكن أن يتخيل ، وسيفضح حينئذ معها كل الموبقات التي مورست ضده ، وسيعري كل من ارتكب معصية بحقه ، فهذا الشعب فوق ارادته الصلبة التي لا تنكسر  له ذاكرة واسعة ، ونقية ، ومتقدة ، وربما تكون أوسع وأقوى من كل الأدوات الضيقة والضعيفة للسلطة الحاكمة  ، التي كنا نتمنى ومنذ البداية أن تتصرف بشيء من المسئولية والعقلانية تجاه البلد وشعبه ، وأن تتوخى  الحيطة والحذر في كل خطوة تخطوها معه ، ولا تنسى ما مضى لها من ظلم كبير ارتكبته بحق سوريا والسوريين ، لكنها مع شديد الأسف لم تتعض " ففات بها الفوت " وانتهى على ما يبدو كل فائدة قد تأتي من أي صوت..!!

أخيرا .. أقول :

كل ما كان مطلوباً عمله في " مدينة درعا " سهل وبسيط ، وربما ابسط من جواب سؤال  " ثلث الثلاثة كم..؟ " ..

لكن يبدو أن " غباء المسئولين في السلطة الحاكمة ،  وعته " رئيسها ، لم يمكناها من الإجابة الصحيحة على هذا السؤال ، الذي ما كان سيكون أكثر من " واحد " ، نعم واحد  فقط لا غير ، لكن اليوم أضنه لم يبقى كذلك ، بعدما ولغت بالدم السوري ، وأبدت أمام هذا الشعب الكثير من المكابرة والاستخفاف ، وتعامت عن ما نريد  وما يجب أن يكون بعناد وصلف، وشاءت أو رغبت أن تنهي لعبتها الإجرامية مع الشعب السوري بأكثر من واحد ، وسيكون  الهدف رقم " واحد " والأهم بكل تأكيد والذي سيؤدي الى النتيجة الحتمية في نهاية اللعبة هو زوالها ..!



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...