السبت، مارس 17، 2012

حافظ وبشار الاسد وجهان لعملة واحدة اسمها الاجرام


حافظ و بشار
الاسد
وجهان لعملة واحدة اسمها
الاجرام


الراحل " حافظ الأسد " علاوة عن كونه مجرم بتكوينه الفيزيولوجي والسيكولوجي ، إلا انه امتهن الإجرام برغبة ، وعمل به ، فأبدع وأجاد ، وتوغل أكثر في صنوفه ، فاستمرئ منه الأسلوب السادي والأكثر دموية ، و إلى ابعد حد ممكن في التعامل مع كل معارض له ..

هو رحل إلى " مزابل التاريخ النتن " لكنه ترك من خلفه ثقافة للإجرام ، التي كان قد ربى ورثته عليها في حياته ، فعمموها وفاء له بعد مماته ، واعتبروها أفضل الطرق لاستمرار حكم ، آل الأسد " ، الأمر الذي أدى لظهور" حالة من الخوف الرهيب" في كل المجتمع السوري كنتيجة طبيعية ومفهومة ، سيما وأن علاماتها كانت واضحة وفاقعة في وضوحها تترجم هذا الخوف ، لدرجة أنه لم يكن من السهل أن تجد شارعا أو مبنى أو محطة أو حتى موقف حافلة في أي بلدة أو مدينة وحتى قرية ، إلا وامتلئ بالشعارات التمجيدية  " لآل الأسد " ، أو تتغنى بالقائد الخالد والأبدي والمقدس ، وتزداد كثافتها وانتشار أكثر وأكثر في كل مناسبة .

بطبيعة الحال الراحل إلى " مزابل التاريخ النتن حافظ الأسد " هو من سوق لهذه الثقافة الإجرامية ماديا ومعنويا باعتبارها ضرورة من ضرورات استتباب الأمن ، وذلك بإيحاء وتدريب من الخارج حتى صارت وكأنها من المقدسات ، أو جزء من الثقافة العامة السورية ، والأمر لم يكن يتعلق بشخص الراحل إنما بالدور الذي أُنيط به ، فبدت بها سوريا بعظمتها وتاريخها وشعبها ، أمام شعوب العالم بلد الهتّافين السفهاء والسُذج ، لقد سخّف كل سوريا بجعلها ترفع في كل مكان منها شعارات رنانة تحت أو على صور " القادة الأبديين " ، وفي كل موضع في البلد ، لكنها فارغة بالطبع ، ولا قيمة لها فعليا على ارض الواقع ، إلا على ما يبدو تحقيقاً لرغبة " حافظ الأسد " المريضة والمنحرفة ، بإذلال الشعب التابع للأكثرية الساحقة في نسيج الشعب السوري ، والتلذذ السادي الدموي برؤية هذا الذُل في عيونهم ، من خلال انقيادهم القهري له ، وإنجاح الدور الذي قام به في هذه المنطقة .

ربما أعتبر " والد بشار "  أن إجبار وتعويد الناس على ترديد الهتافات والشعارات المؤيدة له إحدى مؤشرات يفهمها المحيط العربي بأنه ولاء الفرد لوطنه لكن " الوطن المملوك الذي يريده هو وليس ما يريده الشعب السوري " ، وهو يعني بالوطن تحديدا السلطة التي أسسها بشخوصها " الاسدية " المقدسة التي احللها محل الوطن ، لتصبح - السلطة - الضابط والناظم لمكونات المجتمع .

الأمر الغريب اليوم ، أن " بشار الأسد " لا يريد أن يفهم أن عصر والده هذا قد ولى وسقط وانتهى بكل المفاهيم والتعريفات والتوجهات والثقافة التي كانت سائدة ، ولا يريد أن يفهم أيضا أنه هو كذلك سقط معنويا منذ اللحظة التي استخدم أسلوب والده " السادي الدموي  " في التعامل مع أصحاب المطالب المشروعة في درعا ، وقد غاب أو غيب عن باله أن أقسى أنواع السقوط ، هو السقوط المعنوي ، لأن الآخر المادي ، لا يساوي شيئاً ، سوى الوقت القصير الذي يستغرقه قبل القبض عليه وعلى كل من له يد في هذه السلطة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...