الخميس، أكتوبر 04، 2012

رئيس الغفلة






" رئيس الغفلة "
" رئيس الغفلة " يدمر اليوم الحضارة والتاريخ في بلد بدأ منه التاريخ ، ونشأت على أرضه أعظم الحضارات ، يغدر بشعبه الذي أحبه وأعطاه الولاء ، وتناسى له خطايا وموبقات والده  وعمه وخاله ، وغض النظر عن كل من له صله بنظام والده من المجرمين والقتلة والمنحرفين ..

" رئيس الغفلة " هذا ، الذي صبر الشعب السوري على قرف عائلته وصلفها صبرا فاق صبر أيوب ، بعدما سرقت قوت الأطفال ، وأحلامهم ، ومستقبلهم ، لم يصبر على عبارة كتبها أطفال درعا على جدار مدرستهم ، تطلب إسقاط النظام الامني المخابراتي القمعي الحاكم ، وليس شخصه ، والذي لم يكن فعليا الا كتقليد لما كان يُكتب حينها في بعض البدان التي شهدت الربيع العربي ، والأكيد أنها كانت بدون قصد ولا ترتيب  ..
  
" رئيس الغفلة " أخذته العزة بالإثم ، والإجرام ، وظن أنه الإوحد الذي يُحسن عملاً،  ويحفظ وطناً ، ويبني مستقبلاً ، بينما فعليا ، وقع صريع الغرور والتجبر والوهم ..

" رئيس الغفلة " بكلمات بسيطة ومعدودة كان يستطيع حقن الدماء البريئة من أن تستمر في النزف ، وكان يستطيع كذلك إيقاف المؤامرة المزعومة معها ، والتي صدّع رؤؤسنا بها ، وبالتالي قطع الطريق على المتربصين والمتآمرين عليه وعلى شعبه …

" رئيس الغفلة " قبل وقت قصير كان يتفاخر بأنه رئيس لشعب ممانع ومقاوم وكريم وشهم ومضياف ، والشعب السوري  هو كذلك رغما عنه وعن أبيه من قبله ، شعب فتح بإرادته وليس بتوجيهاته أو أوامره بيوته لكل المهجرين والنازحين واللاجئين والمشردين عربا وغير عرب ..

" رئيس الغفلة " اليوم يرد له الجميل لهذا الشعب الممانع والمقاوم والكريم والشهم والمضياف  بقصف منازله وتهجيره وتشريده وتحويله إلى نازحين ومهجرين ولاجئين ومشردين في كل دول الجوار بعدما كان يأوي كل هؤلاء  ..

" رئيس الغفلة " الذي جاء في غفلة من التاريخ ، ربما نسي أو تناسى أن شعبه بطبيعته الطيبة ، سامح وصفح ، وقلب صفحة الماضي الأسود ، وحاول أن ينسى جرائم والده التي ارتكبها بحقه ، فاجتمع بكل أطيافه للوقوف خلفه في كل الأزمات ، فكان الرد بتفريقه ، وتقسيمه وتصنيفه كما لم تفعله الدول الاستعمارية من قبل ، بين شريف ومتآمر، مندس وشبيح ، مؤيد و معارض ، عربي وكردي ، علوي وسني ، نظامي وحر.. الخ .

" رئيس الغفلة " حنث بالقسم الذي أداه أمام مجلس الشعب السوري في الخطاب الأول له ، وبدل أن يحافظ على الوطن السوري ، راح يدمره بعصاباته المسلحة التي كنا نعتقد انها " قوات سوريا المسلحة " ، وبطريقة ممنهجة لا تخلو من حقد دفين ..

هنا أتساءل بعد كل هذا .. كيف أصدق أن عاقلا واحدا بقي في سوريا يقف بجانب " رئيس الغفلة هذا ، يؤيده فيما يفعل ، لطالما بات معروفا للقاصي والداني أنه لم يعض اليد التي أحسنت إليه فقط ، إنما عمل على قطعها ..!؟

كيف لسوري أن يقبل بـ" بشار الأسد " بعد اليوم على رأس سلطة البلد ، بعدما قال في لقائه المشهور مع الصحافية الأمريكية باربرا وولترز في محطة  ( ايه بي سي )  " هل هناك رئيس يقتل شعبه ، من يفعل هذا مجنون " ....!؟

لذلك نقول بكل الصراحة إما انه مجنون معتوه حقيقي ، وإما أن الشعب السوري ليس شعبه ، وهو ليس منه ، وفي الحالتين لا يحق له  بكل الأديان والأعراف ودساتير العالم أن يقود بلد عظيم وعريق مثل سوريا ..

اخيرا  .. لابد من تذكير الداعمين له ، وكل من يقف خلفه أيضا  ،بالكف عن المكتبرة والعناده ، أن العودة لى رشده أمر محمود  ، لنكن جميعا ضد القتل والتدمير ، كفى سفكا لدماء الأبرياء ، فليهرب جهنم عليه وعلى أهله ، فليترك هذا الشعب يصلح ما أفسدته أسرته وليتنحى أمام الشعب ، تلبية لرغبته اليوم قبل الغد ، فبين الغد وبعد الغد عشرات القتلى والجرحى الأبرياء ، فلقب الرئيس المخلوع له أو الهارب ، أفضل من خبر الاغتيال خصوصا لمثله ، لأنه رئيس الغفلة الخالي تماما من الكرامة.

 ولينقذ بذلك نفسه وعائلته ، ولا يدنس أرضنا الطاهرة بدمه ودم أهله ، وليترك هذا الشعب الأبي ينتفض من تحت الأنقاض والدمار ، ليكمل تحرير بلده من دنس " المشاريع المذهبية والمافياوية " ، فربما مع الأيام يصفح هذا الشعب الطيب عن " رئيس الغفلة  " المعتوه ، فهذا شعب عظيم بعظم التاريخ الذي مر عليه  ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...