الأحد، أكتوبر 14، 2012

التراجع عن الخطأ خير من التمادي به

التراجع عن الخطأ خير من التمادي به
تعليق على خطاب " السيئ حسن نصر الله " الأخير

أعتقد أنني لست الوحيد الذي شعر بشيء من التهديد المبطن بخطاب رئيس مليشيات حزب الله في لبنان السيئ " حسن نصر الله " ، وهذا التهديد لم يكن على ما يبدو للمعارضين السوريين فقط ، إنما أيضاً للشعب السوري الثائر على حليفة " بشار الأسد "  ، والتهديد موصول كذلك إلى كل من يؤيد أهداف ثورته سواء كان من القريب أو البعيد ، والكلام الذي قاله ، لم يكن مستفزا واستعلائياً ومنفراً ، أو أنه مبعث للقرف والاشمئزاز فقط ، إنما ينم عن شخصية مأسورة ومنقادة لخارج الإقليم وحاقدة على كل من هو ينتمي للإقليم ..

هذا " السيئ "  ربما أنه وبعمامته " القاتمة " التي ألبسوها له الأسوأ منه والأكثر قتامه أولائك القابعين في مواخير المذهبية اللعينة ، اعتقد أو تخيل فيما بينه وبين نفسه أو في عالمه الخاص ، أن أصله يعود " لآل البيت "  عليهم السلام .. وبالتالي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصدق خياله المريض ، وراح " يهذي ويمذي " مفترضا بنفسه الصوابية ، وأن " ذاته " المشوهة بعيده عن الشبه والخطأ ، وأن فيه من القيم والأخلاق ما لا يوجد في غيره ، وهذا ابعد ما يكون عن حقيقته الأمر ، لكن سأساير قليلا وأفترض صحة خياله ، فإذا صح وأصبح " السيئ "  كّيس .. فسأقول ... ألا تباً له ولمن سيَدّه وجهنم له ولهكذا بشر تدّعي نسبها لرسول الله زورا وبهتانا ولا ترى الحق إلا باطلا ..!!

ان رئيس ميليشيات حزب الله في لبنان السيئ " حسن نصر الله " ، على ما يبدو نسي أو تناسى أنه وحزبه ومليشياته والتابعين والمؤيدين له في هذه المنطقة ، مضافاً إليهم ما يرغب من " الحيوانات والدواجن والبهائم " لو جُمعت كلها معه لن يكونوا سوى مجموعة صغيرة ، لا تساوي شيء أذا ما وضعهم الشعب السوري في حساباته  ..

وهو أي السيئ " حسن نصر الله " بهذه المجموعة المختلطة والمتنوعة الأنفة الذكر ، يعتبر نفسه أنه انتصر على إسرائيل في عام الألفين ، وأجبرها على الانسحاب مرغمة من جنوب لبنان ، وذلك بسبب أنهم أناس مؤمنين بقضيتهم قضية الاحتلال الإسرائيلي ، وهذا منطق ومنهج تفكير نفهمه ، ونتفهمه وسنقبله ، وهو معقول لكثير من الناس ..

لكن الذي فات " السيئ المذكور "  ومن معه في حقيقة الأمر ، أنهم ليسوا أكثر إيمانا من الشعب السوري الذي يدافع عن حقه المسلوب وكرامته المهدورة وحريته المكبوتة ، فكما كان دافع هو ومن معه عن " حق مسلوب " لهم  ، ولطالما أن صاحب الحق سلطان ، وعلى نفس هذه  " القاعدة " انتصر على إسرائيل ، فنحن على ثقة تامة ، بأننا على نفس القاعدة ، أصحاب حق أكثر منه ومن كل من يقف في صفه ، وسننتصر بمشيئة الله أولاً ، وبإرادة هذا الشعب ، سننتصر على كل الظلمة في العالم مهما كانت قوتهم ، وقوة كبيرهم في " قم " ، لأننا أصدق وأوضح ، ولسنا أداة بيد أحد   ، ولا نعمل لا بـ " التقية " ولا بغيرها ..

فالوقوف أمام إرادة خمسة وعشرين مليون سوري يتعاطف معهم كل شعوب العالم السوي ، ما عدا بالطبع بعض حكومات دول منحرفة مثل " إيران وروسيا والصين وفنزويلا .." ، هو أمر جنوني وسلوك أحمق وغبي ، لا يسلكه إلا المجانين والحمقى والأغبياء أو مسلوبي الإرادة ، وأؤكد مرة أخرى فقط للتأكيد  " حكومات دول " وليس شعوب ..

بالعودة لما تضمنه الخطاب لا بد من التذكير بأنه إذا ما تصور السيئ " حسن نصر الله "  بأن له قاعدة شعبية جاءت على خلفية الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان ، وهو انجاز كبير ُحسب في جزء منه له أو هكذا يراه البعض ، وربما هو كذلك ، إلا أنه لا يجيز له أن يهدد الآخرين لا تصريحاً ولا تمليحاً ، لأنه ليس في موقع يمكنه من تهديد أحد ، فهو قبل كل شيء ، وهذا ما يحاول أن يتجاهله أنه أمام شعب مظلوم وثائر ، وليس أمام مجموعات معارضة ومسلحة ، أو إرهابية قادمة من خارج سوريا كما يحاول أن يصوره ..

فموقفه خطأ ، وفي الوقت الغير مناسب ، وبموقفه هذا ، يبدو كقارب صيد صغير ومتهالك ، يعوم في بحر متلاطم الأمواج ،  بلا رؤية ولا وضوح أمامه ، ولا حتى بارقة أمل تلوح له في الأفق ، وما من شيء يعيد ما كان في قادم الأيام إذا ما استمر في غيه ، إلا اللهم إذا كان يعتبر أن " زورق إيران " المنخور ، هو ما قد ينجيه من الآتي ، فيما لو بقي على غيه وعناده ، ومتجاهلا حقيقة الأمر في سوريا ..

كنا نريد تذكيره كي يعي ، بأنه هو ومن معه لا يجب أن يكونوا السبب في مقتل الكثير من الأبرياء في المنطقة ، ومن كل الأطراف ، من الذين لا ناقة لهم ولا جمل ، وكنتيجة طبيعية ، وكردود أفعال لما فعلته مواقفهم وأيديهم في سوريا ، ونحن نتخوف بكل صراحة من قادم الأيام التي قد تحمل ما لا يحمد عقباه ، وقد تصدر من أولائك الذين فقدوا أحبائهم ، ودُمرت بيوتهم ، وانتُهكت أعراضهم ، من قبل .. لا نقول نظام ظالم مستبد قميء فقط ، إنما منظومة سوداء إجرامية اعتقدت في وقت من الأوقات أنها قادرة على تغيير كل شيء ، حتى قناعات ومعتقدات الناس في هذه المنطقة..

فالسيئ  " حسن نصر الله " ومن معه ساعدوا هذا النظام والمنظومة الإجرامية ودعموا ووقفوا ظلما وعدوانا معهما ، لا لشيء إلا لدعم  مشروع مذهبي شعوبي لعب عليه القادمون مع الثورة الإيرانية ، من " السادة والآيات " القابعين اليوم في قم وطهران ، حيث جعلونا بأهوائهم ورغباتهم المريضة ، وقودا وحطبا لمشروعهم الشعوبي الفارسي في المنطقة ، في الوقت الذي كنا نعتقد فيما مضى ، أن هذا التنوع والاختلاف في المذاهب يغني دين الإسلام الذي يفترض أن كلانا يدين به ، ونتقرب به من الله تعالى ، لا أن يكون سببا في قتل  بعضنا بعض .

أخيرا نقول لا ينبغي لعاقل أن يقف مع الباطل حتى لو جاء من الولي الفقيه " علي خامنئي " نفسه ، فإسلامنا يقول " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " ، ولعل اكبر معصية هي طاعة " المخلوق الأرعن " تكون في قتل النفس البشرية بغير حق ..!

والواجب الأخلاقي يحتم أن يقف الإنسان السوي مع الحق أينما وحيثما كان ، فالباطل لجلج والحق دائما أبلج ، والسير في الطريق الخاطئ سيوصل إلى نتيجة خاطئة ، والعودة للرشد اليوم خير من التمادي في الغي والتعنت ، أو تعز النفس ذاتها بالإثم ، وأن يتراجع الواحد منا عن الخطأ  ، ويرجع إلى جادة الصواب ولو متأخرا خير له من أن لا يتراجع أبدا ..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...