الثلاثاء، يونيو 11، 2013

تعليق على مقابلة بثينة شعبان في قناة الميادين

تعليق على مقابلة :  

( الدكتورة بثينة شعبان في قناة الميادين )  


قبل عدة أيام خرجت علينا المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية " الدكتورة بثينة شعبان  " في قناة غسان بن جدو ، الميادين تقول :
وأنا هنا أقتبس  " أن تركيا وقطر هما من انقلب على العلاقات الجيدة مع سورية " ..
وتقول أيضا :
" تركيا كانت تريد من تلك العلاقة أن تحرز موقعا للإخوان المسلمين في سورية ولكنها لم تستطع فسورية بلد علماني وقانون الأحزاب فيها يقوم على أساس المواطنة وليس على أساس المحاصصة أو الدين أو العرق كما أن معاناة السوريين مع تلك الفئة في الثمانينيات واضحة كما يعانون منهم الآن لأنهم فئة تكفر الآخرين وهذا أمر خطير يفتت البنية المجتمعية لسورية " ....
وتُضيف الدكتورة بثينة شعبان :
" عندما نتحدث عن بلد كقطر نحو ثلثيه قاعدة أمريكية فلا يمكن الحديث عن قرار مستقل بل عن دور يوكل إليه وهذا الحديث ليس في سورية فقط فالقطريون قالوا إنهم كانوا رأس حربة في ليبيا التي يجري الآن تقسيمها إلى كيانات صغيرة كي تستطيع الدول الاستعمارية سرقة نفطها وأموالها وتحويلها إلى استثمارات في باريس ولندن كما هو حال أموال قطر وغيرها. "  انتهى الاقتباس

وبالطبع قالت الشيئ الكثير في المقاومة والممانعة ، وقلب العروبة النابض وقلعة الصمود والتصدي ، وآخر قلاع المواجهة مع الكيان الصهيوني وما إلى ذلك من هذا الكلام الذي لم يعد يساوي فرنك مصدي عند السوريين على ارض الواقع ، أما بعقلانية وسعة أفق ووضوح رؤية الرئيس المعتوه " بشار الأسد " فقد استشعرت واسترسلت ، وفي صفاته قالت ما لم يقله مالك بالخمر ، ونفت نفياً قاطعاً أن يكون هناك أي نوع من الإرباك حصل معه على الإطلاق ..
وأنا هنا على المستوى الشخصي أفهم ما تقوله واتفهمه ، ولو أني شاهدت المقابلة بعد بثها بعدة أيام الا أن المهم أن ما قالته أستوقفني ودفعني للتعليق ما أمكن ..!

بداية أقول :
أن " الدكتورة بثينة شعبان   معذورة .. إذا ما وضعنا ما قالته في المقابلة على قاعدة عرفانها بجميل " ال الاسد " عليها والذي أوصلها لهذا المكان الرفيع في " سلطة ال الاسد "  ، وعدم نكرانه ، فهي بكل الأحوال لم تعد نكرة وان كانت بالأصل كذلك .. ومعروف ايضا من هي وكيف تسلقت ومعلوم مراحل تنقلها من مرحلة إلى اخرى حتى وصلت إلى ما وصلت إليه ، وبداية العلاقة الشهيرة ببنت حافظ الأسد " بشرى" ثم علاقتها بأبوها كانت معروفة كذلك ، ومعروف أيضاً أن ما قدمته كذلك كثير جداً..المهم أنها اليوم معروفة لكل السوريين ..!!
في كل الأحوال سوف نترك الجانب الشخصي لها ، والذي قد لا يعني الكثير لنا ، ولا نريد التعرض له كثيراً فالتعرض له لن يخدمنا بشيء  ، الا اذا كنا من خلاله نستطيع فهم مسلك صاحبته ، والطريقة التي تفكر بها فقط لا غير ..
بالعودة لما قالته الدكتورة " بثينة شعبان "  .. فهي بحسب ما فهمت تؤكد على أن العلاقة بين تركيا وسوريا كانت جيدة وان من انقلب على هذه العلاقة هم الأتراك ، ونحن نقول لماذا يا ترى ...!؟
لنكن عقلانيين بعض الشيء ونفعّل عقولنا ، ونضع لغة المصالح التي تحكم العلاقات بين الدول ، ونسأل الدكتور بثينة شعبان : اذا كان الاتراك هم من أنقلبوا على العلاقة الطيبة التي كانت تربط سوريا بهم ، فما هي الاسباب لذلك ، ولنركز على لغة المصالح  .. هل كان الأتراك يريدون أفضل من " ولد معتوه ومخبول ، لمجرم سوريا الأول وابن من تنازل لهم عن لواء اسكندرون السليب بلا ثمن .. وبجرة قلم في اتفاقية اضنة المجهولة البنود لغاية اليوم ، والتي لا نعرف حتى استحقاقاتها ، فقط مقابل قليل من شرعية خارجية مزيفة لحكمه ..!؟ " ..
ثم على فرض أن الأتراك لا يريدون " بشار الأسد "  لطوله مثلاً .. أو للون عيونة .. من برأيك سيكون أفضل منه لمصالح تركيا في المنطقة  ..!؟
ثم نسأل أيضاً ..
هل حصل هذا الخلاف أو " الانقلاب " المفترض الذي تدعّيه من اليوم الأول لأحداث محافظة درعا يا دكتورة بثينة شعبان ..!؟
وكيف لبلد مسئول كتركيا ، وشعب مسلم ، ومسئولين عقلاء فيه جاؤوا بانتخابات حرة ونزيهة أن يسكتوا على القتل الممنهج والتدمير في بلد مجاور .. ولمكون اجتماعي واحد يعتبر امتداد للمكون الاجتماعي التركي ، بلا رادع ولا ضمير ولا أخلاق ، من قبل شخص " معتوه أرعن " وغير مسئول ، فقط لأن هذا المكون طالب بمحاسبة بعض المسئولين في المحافظة المذكورة عن تصرفات رعناء بدرت منهم ..!؟
ثم من الذي رمي الأسلحة بدرب الشباب المتظاهرين سلمياً في درعا حتى يجبروا في هوج حماسهم على حملها ، ومن الذي أدخل الأسلحة إلى داخل المسجد العمري الذي دمرت قوات هذا المعتوه اليوم مئذنته حقدا وانتقاما من أهل درعا ، ومن الذي فعل كل هذه الأفاعيل حتى خرجت الأمور عن السيطرة ، وكم مرة جاء مسئولون ومن أعلى المناصب والمستويات في الحكومة التركية بدءا من السفراء والمبعوثين والوفود مرورا برحلات وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو المكوكية ، وانتهاء بجهود رئيس الوزراء طيب رجب اردوغان الكبيرة ، لإسداء النصح وتقديم الحلول للخروج من تلك الأزمة بأقل الخسائر وبنوايا طيبة دون جدوى .. !؟
للأسف .. ذهبت كل المساعي الخيرة والجهود المضنية من كل المحبين لسوريا وشعبها بالهواء بلا فائدة ، وهذا أمر كان يجب علينا توقعه ، لماذا يا دكتورة بثينة شعبان ، ببساطة شديدة لأن من يقود البلد " معتوه أرعن "  أعتقد وانت ممن ساعده على هذا الأعتقاد بأنه لم يرث البشر والحجر في هذا البلد من أبوه فقط ، انما الوهية ابيه أيضاً .. أليس كذلك ..!!؟
أما موضوع الأخوان المسلمين فهذا موضوع ملفق سيكشف التاريخ حقيقته يوما ما أمام العالم ، وسيعرف القاصي والداني حينها أن الموضوع لم يكن الا شماعة تم تعليق كل مسببات السلوكيات القمعية التي طالت بشكل متعمد المكون السني  عليها ، وما هو الا تغطية لما حصل من مجازر ومذابح للسوريين في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الفائت ، اذ لم يكن بمقدور السلطة الحاكمة في حينها أن تبرر تلك الأعمال الإجرامية التي قام بها "  حافظ الأسد " والتي قضى فيها الآلاف من المدنيين الأبرياء ، سوى أن يفتري علينا بكذبة سمجة اسمها الأخوان المسلمين ، وأنه الجماعة المسلحة التي قامت بتمرد على الدولة ومؤسساتها ، وبالتالي ما قامت به الدولة تجاهها هو رد طبيعي ومشروع للقضاء على هذا التمرد ، وهذا للأسف ما دأبت السلطة الحاكمة على ذكره لإقناع الشعب السوري به ، الأمر الذي أدى الى اقتناع  منضومة الحكم به وفشلها في اقناع أحد غيرها به ..
أما الهجوم على دولة قطر والاستماتة في أعابتها واحتقارها ، والتقليل من شأنها ، فهذا ليس بجديد ، وهو نهج انتهجته السلطة منذ البداية سواء كان ذلك في الخطاب الرسمي أو في وسائل الإعلام وعلى ألسنة الشبيحة والنبيحة التابعين لها ، فلا غرابة اذاً أن نجد اليوم واحدة مثل الدكتورة " بثينة شعبان " تركب هذا المركب وتذم وتستخف به من لا يؤيد مسلكها ..
لكني على ثقة من أن الدكتورة " بثينة شعبان " بالرغم مما تفوهت به تجاه قطر أعتقد أنها داخلياً تتمنى اليوم قبل غدا أن تكون من المقيمين على أرضها ، أو أن تعمل مترجمة في أحد مكاتب القواعد العسكرية الأمريكية المقصودة ، والتي تعتبر أن وجودها معيب ، ولا استبعد يوما نسمع به أنها هربت خوفاً من نتائج أعمال رئيسها المعتوه ،  لماذا ..!؟
لأن ما في قطر وهي تعلم ذلك من تطور على كل المستويات لا نقول غير متوفر بالمرة في " سورية الأسد " بل نقول أيضا ربما لا تعرفه ولم تراه من قبل ..
إن استخفافها بقطر لكونها بلد صغير أمر سخيف ويرتد عليها وعلى سلطتها ، وهي على مايبدو قد نسيت  أو تناست أن الصغر أو كبر الحجم لا يعني شيء ، الذي يعني هو الوزن السياسي والحضور على الساحة الدولية ، فهل تجد  الدكتورة " بثينة شعبان " مقارنة بين " دولة الاسد الكبيرة  " وبين " دولة قطر الصغيرة " ، بالقطع لا لن تجد أي مقارنة ، لكن ربما ستجد فرقاً كبيراً واحدا هو بالتاريخ ، والذي للأسف لوثة أو شوهه حكم الأسد ..
ان المهم في الكيانات السياسة ليس مساحتها الجغرافية ولا عدد سكانها ولا شكلها أو مسماها أو طريقة حكمها إنما قدرتها التفاعلية مع الداخل والخارج ، وهذا يتوقف على رجاحة عقل قادة هذا الكيان أو ذاك ، أو عظمة المسئولين فيه ، أما أن ثلثي قطر قاعدة عسكرية أمريكية فهذا لا يعيبها ، لأنها بلد صغير الحجم وقليل السكان وغني ومهددة بشكل دائم من " عدو مذهبي أهوج " وهي بالتالي تحاول بهذه القاعدة أن تحمي شعبها ومقدراته وتحاول بها المحافظة على كيان الدولة واستمراريته ، لكن ماذا نقول عن دولة الممانعة والمقاومة والتاريخ التي يحكمها " ذاك المعتوه الأرعن " الذي رهن البلد ، وربما باع قسم منه ، أو اجر قسم آخر ، ولمن يا ترى .. !؟ 

لأسوأ وأقذر نُظم العالم من روسيا المافياوية إلى إيران المذهبية ، وهذا ما تعرفه هي جيداً قبل غيرها ، وتعلم علم اليقين أن كل سوريا فعلياً هي محتلة ومستباحة وبلا سيادة ، وورقة سياسية رخيصة وقذرة تُستخدم في حمامات صُنع القرار في العالم  للحصول على مكاسب .. وتحقيق مصالح محددة ، وكل ذلك على حساب الشعب السوري ، فعلى ماذا تتكلم الدكتورة " بثينة شعبان " ولماذا لا ندري ..!؟

في كل الأحوال لا يجوز للأعمى أن يلمز من قناة الآخرين أو أن يصف من لا يراه بالعور ..!
أخيرا أقول للأسف الشديد نحن في سوريا ابتلينا بحكم قبيح وأزلام على رأسه أقبح ، وحتى يكتمل الامتحان ، ويكون أكثر شدة علينا ، وأكثر صعوبة لنا ، وأكثر تدميرا لنا ولتاريخنا وقيمنا وكل ما له علاقة بدورنا الحضاري وُجدت واحدة مثل الدكتورة " بثينة شعبان " تهذي وتهرف بعكس ما تعرف على من يعي ويدرك ويعرف .. !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...