الثلاثاء، يونيو 04، 2013

" القومجيين " العرب


" القومجيين "  العرب

 
كثير من " القومجيين "  العرب أيتام فكر مرحلة ما بعد الاستعمار التقليدي ، من المنحرفين والشواذ اولئك الذين يعتبرون كل " الربيع العربي  " ونتائجه ، أو الثورات العربية التي أطاحت بالنظم الديكتاتورية التعيسة ، مجرد " مؤامرة خارجية " ويدللون على زعمهم هذا باستحضار .. على سبيل المثال شخص يهودي مثل " برنار هنري ليفي " ، باعتباره بحسب فهمهم " مُنظّر للخراب الليبي " أو هكذا يفترضون بأن الثورة الليبية خراباً ..!

وكأن الإشارة لـ " برنار هنري ليفي " هذا تكفي لفعل كل شيء ، لدرجة أن هذا الشخص لديه من القدرة ما يتصوره عقل فهو يحرك الراكد ويركد المتحرك ، أو ربما هم يعتقدون ذلك ، وبالتالي أن الشعوب العربية " بهائم أو حيوانات " لا تحتاج لكثير من العناء تنقاد بسهولة خصوصاً  لمثل هذا اليهودي المتصهين ..!
وأيضاً لأنها بحسب تقييم هؤلاء " القومجيين " لا تعي ولا تفهم ولا تدرك ، ويعزون ما حصل في ليبيا له ، وما قبل ليبيا الفوضى التي شاعت في العراق  ، لمثل هؤلاء  " اليهود " ، ويؤولون ما جرى في تلك الدول على أنه ردّا على " خيار المقاومة "  التي انطلقت مباشرة " بحسب زعمهم " بعد رفع علم الاحتلال الأمريكي في ساحة الفردوس ..

في واقع الأمر .. وبما يخص العراق يخلط " القومجيين " بين مقاومة الشعب العراقي للاحتلال الأمريكي التي نفهمها ونتفهمها ، والتي من الطبيعي أن كانت ستنشأ بعد فترة بسيطة من الاحتلال ، وبشكل تلقائي إذا ما أصر المحتل الأمريكي على البقاء ، وبين إرهاب مُفتعل لتحقيق مكاسب سياسة لصالح محور الشر الايراني وتوابعه ، مع الأخذ الحسبان الأسباب التي استدعت  " الاحتلال الامريكي " والظروف التي ساهمت باستقدامه ، باعتبار أن العراق لغناه كان ومازال وضعه مختلف عن بقية دول الربيع العربي ..

أما ليبيا وغيرها من الدول التي قامت بها الثورات ، وتغيرت فيها الأنظمة التعيسة ،  فهي تتعافى يوماً بعد يوم ،  وليعي الجميع أن لا " برنار هنري ليفي " أثر فيها ، ولا هو أيضاً يؤثر عليها ولا على شعوبها ، ولا اسرائيل المحتلة للأرض العربية لها علاقة مباشرة بما يجري في المنطقة اليوم ، لا بل انها كانت تحبذ بقاء تلك الانظمة كما هي بدون أي تغيير ، هذه حقيقة ولو إنها قد لا تعجب البعض ، صحيح أنها مرة وقاسية لكنها تبقى حقيقة يجب أن نتقبلها ..

أما فيما يخص العراق واستنزافه ، فـ " القومجيين " يتجاهلون ما بات يعرفه الجميع من أن من يفتعل عمليات التفجير اليومية في بغداد وغيرها تحت مسمى المقاومة ، في هذه المرحلة حصراً هم " عملاء النظامين الإيراني المذهبي ، والسوري المافياوي الطائفي " ، وهذا ما بات مكشوف للقاصي والداني ، والتي للأسف تحصد أرواح العراقيين الأبرياء ، وتزرع الأحقاد الطائفية فيما بين مكونات الشعب العراقي ، وتضلل كثير من أهل العراق ومحيطه عن عدوهم الحقيقي في المنطقة الذي يستبيح وطنهم باسم الدين ، وينهب ثرواتهم ويؤجج المذهبية المقيتة التي تفتك بالجميع ..

انه .. وللأسف الشديد هو العدو المذهبي " الجار " بزعامة نظام " المفسد الأعمى " الذي نصب ودعم مسخ مذهبي في منصب رئيس وزراء العراق اسمه " نوري المالكي " لكي يكون تابع له وملحق بمشروعه ، ولا يخرج عن سلطته ، فهل  هؤلاء " القومجيين "  العرب واعون لهذه الحقيقة ..!؟
مصيبة ان لم يكونوا واعين لها وكارثة كبرى ان كانوا واعين لها ويتجاهلونها ..!

هذا رأيي ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...