الأربعاء، يونيو 26، 2013

آل الأسد ودور سوريا

"  آل الأسد "
والدور السوري





كنت من بين الكثيرين الذين كانوا يشعرون بالفخر والاعتزاز حينما يسمعون مقولة  " دور سوريا الكبير " في المنطقة ، وأتذكر جيداً ذلك الشعور الرائع الذي كان ينتابني حينما تُقال تلك الجملة أمامي ، وكنت أصدق ذلك معتقداً بأن هذا " الدور" هو  هبه الله لنا ، وهبنا إياه ،  وخصنا به فقط نحن السوريين عن بقية العالم  ، وهذا " الدور" المزعوم الذي تخيلته ما هو الا محصلة حضارية موروثة لتلك الخصوصية ، والمعني فيها البشر والجغرافيا السورية حصراً في هذه المنطقة ..!!
كنت أتخيل أن هذا " الدور" قد يوصلنا يوما ليس التأثير على العالم بل ربما قيادته وحكمه ، وأن هذا الأمر قدري الهي ، وبالتالي السلطة الحاكمة المكلفة بإدارة هذا " الدور" بدءا من " القائد الى الأبد الخالد حافظ الأسد  إلى ابنه الولد ، ووريثه في حكم البلد  " جزء من هذا القدر المكتوب ..!
كنت أشعر بالسعادة والفرح عند سماعي كلام يخص " الدور" ، وكنت أتفاخر به أمام أصدقائنا من بقية الأقطار العربية ، لدرجة أنني كنت أشعر بأننا نحن السوريين شعب الله المختار في هذه الأرض ، وربما أكثر مما كان يعتقد اليهود أنفسهم  ..!
مشينا بلا بصر ولا بصيرة وبلا عقل ولا عقلانية وراء تلكم المقولة المبهمة والفارغة ، والمشوهة أو الممسوحة المعالم عن ذلك " الدور" المزعوم لسورية " الأسد " ، وافترضناه أي " الدور"  هو المحرك الأساسي والرئيس في حراك العالم الإنساني الواسع والمتنوع ، وللأسف لم نكلف أنفسنا بالتعقل والتفكير بماهية هذا " الدور" أو البحث فيه لمعرفة تفاصيله وكيفية نشوءه ، وقبلها أن نتأكد من وجوده فيما لو كان موجود بالأصل  ..!
أو نقف فيما بيننا وبين أنفسنا وقفة تأمل وتمعن ، وبشيء من العقلانية للتحقق من آثار مثل هذا " الدور" في حال وجوده على ارض الواقع ، وفهم المرحلة التاريخية المعاصرة لسورية ..!
لم نفعل شيئا تجاه ذلك ، لا بل بقينا نسمع ونتلذذ بالسماع ونتفاخر ، ونستشهد به في كثير من الأحيان وفي مختلف المواضيع كما المعاتيه ، بدون فهم حقيقي لمضامينه ..!
اليوم بدأنا نفهم هذا " الدور" الكبير لسورية ، بعدما عرفنا أن سوريا المقصودة ليست سورية التي نعرفها الأرض والشعب والتاريخ ، وأن سورية الحقيقة .. سورية الحضارة والتاريخ غير موجودة ، إنما الموجود هي السلطة الحاكمة  " التاريخية " التي يتزعمها " آل الأسد " والذي يتربع على هرمها المعتوه الأرعن بشار الأسد والتي تعتبر نفسها هي سورية ، فـ " الدور" المقصود هو " دور آل الأسد " فيما يسمى مجازاً سورية لجهة العمالة والتخريب والسمسرة في المنطقة والعالم  ، وليس سورية فقط ، واستهداف العرب كأمة من خلال هذه السلطة ، وضرب قضاياها ونسف دورها كنواة للأمة الاسلامية ، والتشكيك بقدرات العرب ، وعلى رأس هذه القضايا التي تضررت منهم قضية العرب الأولى فلسطين ، ثم التامر على البلدان العربية وتقديمها على طبق من ذهب لأبشع وأسوأ  النظم في العالم سواء كانت في روسيا أو ايران أو غيرها ...!
نعم لقد فهمنا " الدور" جيدا  الآن .. ومتأخرين ، ورأيناه بوضوح تام وعلى حقيقته البشعة التي لا لبس فيها ، وعرفنا أن صلب هذا " الدور" ، وقاعدته الأساسية ، هو العمالة والخيانة و تنفيذ مصالح خارجية وتقديم امتيازات خاصة لدول بعينها مقابل أمر واحد ووحيد وهو " بقاء فئة من أقلية حاكمة والحفاظ على استمرارها لتقوم بالدور المطلوب  " بخلاف إرادة الشعب السوري ، وهذا ما يفسر سر ربط هذه السلطة أو سلطة  " آل الأسد التاريخية " ومصيرها بارتباطات مذهبية وطائفية ومافياوية خارجية .. وإلا كان سيبوء هذا " الدور " بالفشل ..!
وهذا على ما يبدو الذي كان يقصده " المعتوه الأرعن بشار الأسد " في قوله أن " المنطقة ستهتز " ، فهو لم يكن ينجّم ولا يتنبأ ، ولم يكن ذكيا بالقدر الكافي الذي يؤهله قراءة المستقبل ، إنما هو " علمه اليقيني من خلال الوثائق التي يملكها والمعاهدات السرية والاتفاقيات المعقودة لهذا الغرض  " والتي تؤكد طبيعة الروابط التامرية الموجودة من أيام المقبور أبوه ..!
وإلا بماذا نفسر وقوف دولة عظمى مثل روسيا معه ، واستماتتها في بقاءه على سدة الحكم ، وكل الشعب السوري يقف ضده ، وثائر عليه ورافض لأي صيغة لبقاءه ، وحتى أكثر دول العالم تقف ضد بقاءه ، الم ترى تلك الدولة العضمى .. روسيا ..  شخصا آخر بكل الشعب السوري يكون كفؤا لرئاسة سورية تبني معه علاقة سوية ، تتحقق  بها ومن خلاله مصالح البلدين معاً ..!؟
أيكون غير ذلك " الدور" اللعين من يدفعها لمثل هذا السلوك الشاذ والمنحرف المرتبط  بأشخاص لا يمكن لنا أن نصفهم إلا " عملاء " وليس مسئولين في دول .. !؟
ثم ما الرابط الذي يربط بين إيران المذهبية وسلطة الأسد " العلمانية البعثية "  ، إلا المحافظة على مكاسب حصلت عليها إيران الملالي من العميل الكبير وبقيت موصولة دون انقطاع الى العميل الصغير ابنه ، إلا ذاك الذي تحقق لها في المنطقة من جهة ، وتوسع نفوذها على حساب الجميع ، ومن جهة أخرى حضورها في العالم ، الذي ما كان ليتم أو يتحقق لولا ما أن ربطت السلطة العميلة نفسها بكل الروابط الأنفة الذكر معها ..!
اليوم أدركنا أن هذا " الدور "  الذي جعل إيران تصل إلى شاطئ المتوسط من جديد بعد آخر ملك فارسي بفارق زمني يزيد عن الألفين وخمسمائة عام ، وهو الفاصل الزمني بين كورش وملالي الفرس في قم وطهران ..!
وإيران من خلال هذا " الدور " تحقق لها فعليا احتلال لبنان وسورية سياسيا بشكل كامل ، أما العراق فاحتلالها له فوق السياسي .. صار عسكري مذهبي للدرجة التي بات تابعا بالكامل لها ، لتعود إمبراطورية فارس المجوسية من جديد ولكن المرة بشكل اخطر لأنها أرتدت الثوب المذهبي المقيت ، وذلك بفضل " دور سورية الكبير " الذي تقوم بإدارته على أكمل وجه " سلطة آل الأسد  " ولتصبح حدودها الجديدة  من أذربيجان وأرمينيا شمالا ، وبحر قزوين وتركمانستان  إلى أفغانستان شرقاً ؛ الى تركيا غرباً ، فالعراق فسورية ولبنان على  البحر الأبيض المتوسط  وتحادد اسرائيل جنوباً ..!
أنا شخصياً أرى بلد مثل إيران  معذورة اليوم على هذه الاستماتة بالدفاع عن " سورية ودورها تحت حكم بشار الأسد " ، فمن أين ستأتي بعملاء أفضل من " آل الأسد " ودورهم في المنطقة الذين استثمرت بهم كثيراً ، لقاء هذا " الدور الاستراتيجي " والذي دفعت لأجله عشرات المليارات كأجور واتعاب ومصاريف لقاء هكذا خدمات ..!
فعلاً أنه دور كبير لسورية  آل الأسد  !!
هذا رأيي ..!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...