الجمعة، أغسطس 24، 2012

سلطة الأسد لعبة الكبار


السلطة الحاكمة

في سوريا تقوم بدورها كما رسمه لها اللاعبون الكبار





الكل اليوم بات يدرك أن السلطة الحاكمة في سوريا التي يترأسها " بشار الأسد " تريد وترغب وتتمنى ، ان يستسلم لها السوري ، وبشكل تام وكامل ، وبدون قيد ولا شرط ، ولا حتى أي التزام يلزمها تجاهه لقاء استسلامه اذا ما حصل لا قدر الله ..!
وهذه " الإرادة والرغبة والتمني " مصدرها الاساسي يرتبط بطريقة ونهج وثقافة متجذرة من القمع  والاضطهاد والقتل .. عمل بها الراحل  " حافظ الأسد " قبل وبعد نجاحه في التعامل الإجرامي مع انتفاضة الشعب السوري التي قامت على طريقته هذه في نهاية سبعينات وبداية ثمانينات القرن الماضي ، وما تخللها وتلاها من مجازر حماة وجسر الشاغور وغيرها .. وإفلاته من المحاسبة ، وهذا ما بات واضحا كل الوضوح عند الجميع ..

فقد استخدمت السلطة حينذاك بقيادة الراحل " حافظ الأسد "  كل ما توفر بين يديها من أسلحة ثقيلة ، وذخائر لم تستخدمها ، لا بل لم تجرؤ على استخدامها مع عدونا " إسرائيل " في سبيل قمع هذه الانتقاضة .. للأسف الشديد تمكنت من قمعها واذلال الشعب السوري كعقاب له طوال الفترة الماضية ..

والسلطة القائمة اليوم التي يقودها وريثة الغير شرعي " بشار الأسد " في دمشق ، والتي هي امتداد لتلك السلطة ،  لم تكتفي بما ورثته من خبرات ومناهج وأساليب تعامل عانى منه أكثر السوريين ، بل أغنت تجربة الماضي الموروثة ،  بطريقة حليفهم الأول الروس ، وتعاملهم القاسي مع دولة الشيشان ..

 لكن الفرق بين الماضي والحاضر واضح ، وبين إرادة الشعب السوري في ما مضى واليوم أوضح ، كما أن الفارق بين " الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا " كبير ، والفارق بين " برجنيف وبوتين  " اكبر ،  كما  أن الفارق أوضح أيضا بين " حافظ الأسد وبشار الأسد " على سفالة ودناءة الاثنين معاً  ، صحيح أن الجغرافية السياسة كانت وما تزال عامل مهم ، وصحيح أن احد العوامل المؤثرة في القضية السورية اليوم كثيرة ومتشابكة ، وصحيح أنها اليوم باتت صراع  دولي نشأ وتفاقم أكثر مع استمرارها ، والذي ربما يأتي على قمتها العلاقة المتأزمة بين إيران والعرب ، ومحاول  إيران المذهبية الانتقام من العرب في سوريا ..

 إلا أن العامل الأهم الذي فعّل كل ما سبق هو " الاستبداد أو ديكتاتورية الأقلية في الحكم " ، هذا العامل هو الذي فتح أبواب البلد وشرعها أمام كل التدخلات الخارجية ، بقصد حماية الحكم المستبد الأبشع الذي لم تمر بشاعة تشابه بشاعته في التاريخ الإنساني ، وتثبيتها والمحافظة على استمراريتها والوقوف ضد أي حراك داخلي يستهدفها ما قد يسقط " لعبتهم .. الأهم في المنطقة " ..!
لكن هذا العامل " الاستبداد أو ديكتاتورية الأقلية " أوصلنا للدرجة التي ما عدنا بها بلد مستقل ، ولا حر ولا حتى محترم له سيادته ، وربما بتنا ورقة سياسية للمساومة لا غير ، يتنازع عليها القريب والبعيد ، وتتنازعها أهواء الطغاة والمجرمين في العالم وفق مصالحهم بمعزل عن مصالحنا ..

من هنا ومن هذا المنطلق نفهم لماذا تسعى السلطة الحاكمة في دمشق بكل ما أوتيت من قوة ، ومنذ البداية العمل للقضاء على ثورة الشعب السوري ، وقمعها بكل الوسائل والطرق المسموح وغير المسموح بها ، لأنها تدرك جيدا أن التوازنات الدولية ، والمصالح المتشابكة فيما بين الدول على أرض وموقع سوريا ، ستقلب هذه الصفحة السوداء بما فيها من مظالم للأبرياء .. بطبيعة الحال لو تمكنت من إخماد الثورة ، وهي متيقنة لا بل قد يكون أنها حصلت على تطمينات أو ضمانات تمنع أي جهة دولية من ملاحقتها ، أو ملاحقة أيٍ من " عملائها .. بشار الأسد أو أي واحد من أفراد سلطته  " وكل الذين يديرون القتل والتدمير في سوريا اليوم ..

لماذا ..!؟

لأنهم .. أي السلطة وعلى رأسها " بشار الأسد " ومن يلتف حولها .. ما هم إلا " أدوات " ، أو أُجراء أو موظفين صغار تافهين لا قيمة حقيقة لهم في لعبة دولية كبيرة ومعقدة ، والكبير في هذه السلطة يبقى دون مستوى النادل المخنث في ملاهي مصالح الدول الكبرى ، فهي قامت " سلطة عائلة الأسد " بدورها على أكمل وجه ، وكما رسمه لها اللاعبون الكبار ..!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...