الجمعة، أغسطس 31، 2012

هل اسرائيل أكثر عداوة




هل اسرائيل أكثر عداوة لنا من سلطة آل الأسد..!؟
 
ترك الرئيس السابق " حافظ الاسد "  ركام متناثراً لبعض بيوت المدنيين في الشارع الرئيسي لمدينة القنيطرة " المحررة " بعد تهديمها من قبل القوات الإسرائيلية حينما انسحبت منها بعد اتفاقية فك الاشتباك التي عُقدت بين سلطته حينذاك وإسرائيل في الجولان السوري ..
في واقع الأمر كنا نعتقد  أن " تدمير المنازل والبيوت " هذا ما هو الا عملاً بربرياً  ، وهمجي يختص به الصهاينة فقط ، ولا يقوم به أو بمثله إلا الكيان الإسرائيلي فقط ، وبالتالي فان معيار البطش والتنكيل والإجرام هو كل ما يأتي من هذا الكيان ، وأي  عمل آخر يأتي من أي طرف اخر على وجه الارض ، مهما كان كبيرا وقاسيا يقاس على مقياس الاجرام الإسرائيلي، لدرجة أننا بتنا نعتقد أنها  - أي اسرائيل  - أصبحت كمقياس " رختر للزلازل " ، ولكن لقياس درجة الاجرام ..
ولم نكن نعلم أو يخطر ببالنا على الإطلاق أن التهديم الذي فعلته اسرائيل في مدينة القنيطرة كان تكتيكا عسكريا نجهل معناه نحن المدنيون بينما بفهمه جيداً العسكريون لأن القصد وراءه هو ضمان امن قواتها عند الانسحاب ، ولم يكن – التدمير والتهديم – الذي لعبوا به على عواطفنا في حقيقته استراتيجية اتبعتها إسرائيل بقصد التخريب والإيذاء ، وهذا ما اتضح لنا في وقت متأخر للأسف ، وعرفنا أن كل ما في الأمر هو تكتيك تقليدي ، عادة ما تتبعه الجيوش عند انسحابها أو تراجعها من نقطة ما كانت تحتلها ، كنوع من الحماية لقواتها المنسحبة ، ولكي لا تتعرض لهجوم مباغت أثناء الانسحاب يؤدي إلى خسائر كبيرة  ..


المهم في الأمر أني تذكرت كيف ان " حافظ الاسد " بخبث  ودهاء لعب علينا واستغل مشهد البيوت المدمرة ، والتهديم الجزئي لبعض الأبنية ، وخصوصا مشهد تلك المئذنة الحجرية المشهورة  لـ " جامع الداغستان " وأيضا محيط وهيكل " كنيسة الروم الأرثوذكس "  ، وذلك بقصد اثارة عواطفنا وتجيشنا ليس خدمة للوطن انما لتحقيق أهدافه الضيقة وليتسول على ركام البيوت مليارات الدولارات من القريب والبعيد ، منتهزاً ظرفي الزمان والمكان الذين لعبا لصالحه ، وما رافقهما من تورم والتهاب للمشاعر والعواطف ، فراح يكدس تلك الاموال التي أغدقت عليه بسخاء في حساباته البنكية الخاصة ، وحسابات عائلته في الخارج ، حارما منها حتى الذين تضرروا في القنيطرة نفسها ، بعدما أستغل صور بيوتهم المدمرة أبشع استغلال ، وجعلها لوحات فنية تثير الشفقة في متحف الاجرام الصهيوني الذي أقامه المذكور ..
للأسف أنه هو بشخصه من استفاد ، ولم يستفد شيئاً الشعب في سوريا من تلك الهبات والعطايا والمساعدات ، ولا  حتى كرنفالات مدينة القنيطرة المدمرة الذي استمر يسوق لها عشرات السنين تمجيداً لشخصه فقط ..!


لقد استغل هذا الوضع أسوأ استغلال ، لأننا لم نكن نتوقع ، ولم يكن يتوقع اي شخص منّا او يتخيل ان تفعل أي دولة أكثر مما فعلته " إسرائيل " في مدينة القنيطرة من تدمير للبيوت وتخريب الممتلكات وهدم منظم وممنهج للأبنية المدنية أو ذات الطابع المدني ..

لسوء حظنا فقد تفاعل مع " حافظ الأسد " ، الكثير من الشعوب العربية و العالمية ، وترجموا التفاعل دعم مادي ومعنوي مجزي وكبير .

أمام ما حصل ويحصل يوميا ، وما رأيناه ونراه بأم أعيننا ، وما فعلته بنا السلطة التي تأسست على يديه ، وما أحدثته بالمدن والبلدات والقرى السورية ، وما انفكت  اليوم تقوم به سلطة " ابنه الوريث الغير شرعي " بعده من  قتل بشع لشعبنا ، وتدمير مبرمج لبيوتنا ، وتخريب متعمد  لممتلكاتنا  .. نسأل :

لطالما كانت إسرائيل عدوة ، وهي كذلك ، وأنا أؤكد أيضاً على عداوتها لنا وعداوتنا لها وعدوانيتها الزائدة على شعوبنا العربية عموماً ، هل يجوز لنا ولو من منطلق العقلانية وقواعد الحكمة ، أو الاحترام المطلوب لأنفسنا والصدق مع ذواتنا ، وحتى لصورتنا أمام العالم بعد وضوح كل شيء وانكشاف المستور ورؤيه التباين الاخلاقي بين سلطة الاسد واسرائيل ، والتي اتصور انها تميل لصالح اسرائيل ، أن نعيب ، أو حتى ننتقد " إسرائيل " فيما فعلته من تدمير في مدينة القنيطرة التي احتلتها ، حينما تريد سحب جيشها منها وتسليمها لعدو لها أو نفترضه كذلك ..!؟

باعتبار أن " عدوها " سلطة " آل الأسد " التي لم تبقي لنا نحن الشعب السوري شيئا صالحاً في البلد ، بعدما دمرت كل شيء  وفعلت بنا ما لم تفعله اسرائيل طوال وجودها ..!؟

في وقت قريب .. كنا ولفترة بسيطة مضت نعتبر هذه السلطة تمثل قلب العروبة النابض ، والأمينة على القضايا العربية الكبرى ، فضلاً عن حماية البلد وشعبه ..!؟

أليس هذا ما يجعلنا نعود مرة اخرى للعنوان ونسأل هل إسرائيل أكثر عداوة لنا نحن السوريين من سلطة آل الأسد ..!؟
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...