الخميس، أغسطس 09، 2012

المذهبية البشعة في إيران


المذهبية البشعة في إيران




بتقديري الخاص أن المسألة لم تعد مخفية على احد بأن السلطة الحاكمة في إيران اليوم باتت تُظهر للعالم مذهبية منحرفة وبشعة بمعالم واضحة وضوح الشمس ، بعدما كانت تتمترس وراء مذهبها ( الأمامي الاثنا عشري ) الذي يُفترض أنها تعتنق فكرته الظاهرية المبنية على نصرة المظلوم  ، أو هذا على الأقل ما كنا نفهمه ، طالما أنها ، اعتمدته كمذهب رئيسي للدولة فيما بعد " بعد الثورة الخمينية "  في المادة الثانية عشر من دستورها، لكنها على ما يبدو لم تكن تهتم في الأساس بالمذهب  المذكور ، ولم يكن يعنيها  كثيرا تعاليمه ومقاصده " على كل ما فيه من تناقضات وربما الكثير من المبالغات والروايات المكذوبة  " ، بقدر ما كان يهمها طاقات المذهبيين المرتبطين به ، أو لنقل أولائك " الخمينيون " المتأثرين بفكر منحرف العصر الحديث ، وشيطان الزمن الأغبر " الخميني " الذين تم تعبئتهم بالفكر الملوث والعفن الذي يعود تاريخه لحقبة التاريخ الأسود الذي ربما بدأ مع ظهور " حركة التسوية "  أو " الشعوبية " التي قام بها بعض واضعي أسس الانحراف في هذا المذهب .
السلطة المذهبية في إيران للأسف الشديد استعملت وما زالت تستعمل بساطة وطيبة الإنسان الشيعي العادي ، وتستغل بكل وقاحة كل أعمى بصر وبصيرة ، وتوظف بدافع الحقد والانتقام السُذج من الشيعة المقلدين لـ " أئمة وآيات قم " من أصحاب العمائم السوداء ..
وفي كثير من الأحيان كانت تستثمر جهلهم ، وتلعب على قلة معرفتهم ليكونوا وقودا وحطبا في مشروعها ، وتستغل " شيعيتهم " التي تلزمهم عادة بتقليد الشواذ والمنحرفين ، والأخذ بهذياناتهم ، واعتبارها تندرج في إطار التكليف الشرعي ..

بالمقابل نجد أن معظم إخواننا الشيعة لا يدركون أنهم وضعوا ويضعون أنفسهم في خدمة المشروع الشعوبي ألصفوي الجديد ، المعادي بحقيقته وأهدافه للأكثرية المسلمة ، وعلى رأسهم المسلمين العرب ، ذلك المشروع القديم الذي أعاد " الخميني "  نبشه من التاريخ  وما زال يسير اليوم على نهجه وبشكل سافر وريثه " علي الخامنئي "  والمؤكد أن معظم من في السلطة ومنحرفيها في قم وطهران ، ينظرون بعين الرضا لما حققوه من نجاحات تصب فيما عملوا لأجله منذ زمن طويل ..
اخيرا  المسألة بالنسبة للسلطة الحاكمة في إيران ليست مسألة تبني لمذهب بعينه إنما الاستفادة من المذهبية فيه ، واللعب على المذهبين ، تحت عنوان محبة آل البيت ، والدفاع عن مظلوميتهم المزعومة والانتصار لهم ولمشروعهم الإنساني ، ومنع الظلم والدفاع عن المظلوم أينما كان وحيثما وجد ، وهذا بالقطع بعيدا عن حقيقة الامر ، فلم تكن يوما من الأيام إيران كذلك ، بدليل المعاملة العنصرية لـ " الاحوازيين العرب " أو من هم فعليا أصحاب الأرض التي احتلتها إيران الشاه بالخديعة " عربستان العربية أو الاحواز " ، فالاحوازيون كما هو معروف عرب ، ومن قبائل عربية اصيلة ، ومسلمون ينتمون عقائديا " لمذهب آل البيت " أو لنقل " المذهب الأمامي الاثنا عشر الشيعي " ، يعني تماما نفس المذهب الرسمي لإيران ..

فعلى الرغم من كونهم شيعة ، مثل بقية الشيعة من الإيرانيين الفرس  ، إلا أن هذا الأمر لم يشفع لهم ولم يرحمهم بشيء ، في ظل الحكم الفارسي الشعوبي العنصري المحتل لأرضهم ..

والحقيقة أن من يعرفهم عن قرب ، يعرف كم يعانون من البطش والتنكيل والتهميش ، ربما لا أبالغ لو قلت أضعاف.. أضعاف ما تفعله إسرائيل في الفلسطينيين ، لا بل استطيع القول بكل صدق وأمانة ، أن إسرائيل لا تفعل عشر معشار ما تفعله إيران في إخواننا الشيعة الاحوازيين ، بينما في المقابل نجد أن في الأرض الأبعد على سبيل المثال جنوب لبنان شيعة عرب أيضا لكن لهم الحظوة والاهتمام الكبير وهم ليسوا الأقربون الأولى بالمعروف ..!!
السؤال المهم لماذا هذا التفريق والتمييز بين الشيعة ..!؟  
الجواب بمنتهى البساطة قاله مؤسس حزب الله في لبنان صبحي الطفيلي ، وفي اكثر من مقابلة بأن " ايران لايهمها الشيعة ولا التشيع وهي تستخدم الشيعة كوقود في مشروعها الصفوي الجديد للهيمنة على المنطقة " .. انتهى ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...