حتى
نستوعب ما يجري في سورية اليوم ، لا بد لنا من الرجوع قليلا الى الخلف
، والتوقف عند بعض محطات التاريخ القريب ، حيث أن احدى هذه المحطات
التاريخية المهمة هي أن المجرم " حافظ الأسد
" بعد مجازر حماة الرهيبة وتمكنه بمساعدة الانظمة المجرمة في العالم اخماد ثورة الشعب
السوري في نهاية سبعينات وبداية ثمانينات القرن الماضي ، قام على تطبيق نظرية
" فرّق تسدْ " الاستعمارية
المعروفة على الشعب السوري من خلال تأسيس جمعية طائفية أقلوية أهدافها لا تمت للأكثرية السورية بصلة ، واعتبر أن نجاح هذه النظرية سيكون مصدر القوة
الرئيسي له ولنظامه .. وفي هذا أصاب .. ونجح ..!
نعم لقد نجح ..لكن كيف
لاينجح ..وهو الذي أوكل له دوراً تخريبياً في تلك المرحلة السوداء من قبل الدول الكبرى يعمل
من خلاله على تخريب المجتمع السوري لكونه صاحب النسيج الاجتماعي المتجانس في
أكثريته ، ولذلك فقد قام بتكليف احد أشقاءه وهو
" جميل الأسد " بتأسيس ما اطلق عليه
حينئذ " جمعية الإمام المرتضى
" حيث عملت هذه الجمعية الجهنمية التخريبية على أرض
الواقع بفعالية كبيرة ، بعد ان استمالت مع شديد الأسف العلويين
ليكونوا لها النواة الصلبة ومن ثم بعض المكونات الاجتماعية المختلفة والمتناحرة مصالحياً فيما بينها والمرتبطة مع السلطة مصيرياً ، وقد
نجحت لفترة من الزمن كان المجرم " حافظ
الأسد " بحاجة لها ..!
المهم
هنا هو ان بهذه البذرة الخبيثة " جمعية الإمام المرتضى " استطاعت ايران الداعم الرئيس للمجرم " حافظ الأسد " وصاحبة الفكرة في
انشاءها ان تزرع الطائفية المقيتة في الجسم السوري ، من خلال دعم ومساندة مكّون أقلوي على قهر
الأكثرية السورية ..!
مرت علينا المسألة في غفلة من الزمن ونحن ننظر اليها كما البلهاء .. صمتنا حينها صمت الأموات ، وها نحن
اليوم ندفع ثمن السكوت عنها من أعراضنا ودمائنا ومقدرات بلدنا ..
فهل نستفيد من هذه التجربة المريرة والبائسة في تاريخنا ، وهل نتعظ يا ترى
..!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق