الثلاثاء، يوليو 17، 2012

المعتوه



( المعتوه )




هناك أسباب كثيرة تفسر سلوك " المعتوه " سيء الذكر بشار الأسد وسلطته الموروثة ، في عدادها وربما أهمها على الإطلاق هو شعوره الدائم كما كان الحال مع أبوه من قبله ، بأقلويته المريضة ، التي أسس لها في نفسه وتجاه كل من يخالفه من السوريين نهج هستيري مجنون ، بعدما تيقن ومن معه بأن القوة العاتية وحدها هي ما يُبقيهم حيث هم ، وادراكهم التام أيضا بغياب إمكانية أن تقبل بهم أكثرية الشعب السوري في الحكم ، بعد ما جرى على مدى سنة ونصف من الجرائم والمجازر المستمرة .

كما انه ومن معه يعلم بأنه إذا حُسبت الأمور حسبة علمانية حرة ، أو حتى ديمقراطية ، سقطت المسوِّغات التي تجيز بقائه في الحكم  .

أما إذا حُسبت طائفياً ، فمن " المنطقي" والبديهي ، وحتى الطبيعي والتلقائي انتقال الحكم إلى يد الأكثرية الطائفية في النسيج السوري .

بدليل أنه ليس من الصدفة، بهذا المعنى ، أن جميع المحطات المفصلية في التاريخ السوري التي يمكن اعتبارها مرتبطة بالجماعة الحاكمة كانت انقلابات عسكرية ومؤامرات تتم في غرف سوداء ، منذ ثورة 8 من آذار (مارس) 1963 إلى 23 شباط (فبراير) 1966 واستيلاء حزب البعث العربي الاشتراكي على السلطة ، إلى انقلاب حافظ الأسد أو ما سُمي بــ " الحركة التصحيحية "  16 تشرين الثاني (نوفمبر) 1970، انتهاء بتوريث المعتوه " بشار الأسد " نفسه رئيسا خلفا لأبيه في عام  2000  ..

والحقيقة الناصعة انه لولا ما نجح تراكم التآمر في اختصار المجتمع السوري بكامله بشخص الأسد الاب ، وتثبيت الحكم العسكري الجلف عقداً بعد عقد لما استمر حكم آل الأسد لحد الآن ..

لكن الذي يجب أن نعي له أكثر هو أن الحاصل من مواجهات ليست فقط مع رئيس معتوه يملك عصابات مسلحة  مثل بشار الأسد ، إنما هو أبعد من ذلك ، وهي  " مواجهة المشروع المذهبي الإيراني " في المنطقة ، هذا المشروع الذي يكّون لب المشكلة الفعلي إن لم يكن كل المشكلة ليس في سوريا ، بل في المنطقة وربما العالم ، وهو كذلك الجانب المظلم والأكثر ظلامية في هذا الزمن التعيس ، وهو المعرقل الأكبر للحراك الثوري في المشهد السوري أيضاً ،  والداعم لسلطة " المعتوه " بقصد تمكينه بأي ثمن من إعادة السيطرة على سوريا وشعبها ومقدراتها من جديد ، لكننا نطمئن الجميع ونقول لهم صحيح أن الأمر  صعب  ، وليس بالسهولة المفترضة لتخطيه ، لكننا في المقابل لدينا ثقة عالية ، وعالية جداً ، ويقيننا الراسخ أن القادم لنا سيكون أفضل من الماضي ، وان هذا الحراك وعدد الضحايا الذين سقطوا ، وكم الدم الذي سال ، سيؤدي إلى نهاية طبيعية ستكون بالقطع مفرحة ليس لنا فقط كسوريين إنما أيضاً لكل العرب والمسلمين ، لانها سوف تطوي تلك المرحلة السوداء في تاريخ المنطقة برمتها .


أخيرا ما نود التنبيه له في هذا الصدد هو بروز أهداف المشروع الفارسي ، وإن ظهرت بشكل جلي متأخره بعض الشيء ، من خلال الموقف المريب والملتس ، مع الثورة السورية ، الا أننا وبعون الله تعالى نؤكد لكل من يهمه الامر أن الثورة السورية تقترب تدريجيا من ضفاف النصر، ولو بدا فيها شيء من التعثر ، لكن الأرجح أنه حين يسقط الركن الإستراتيجي ، ورأس الحربة بهذا المشروع " المتمثل بالمعتوه وأدواته " سيبدأ هذا المشروع في الخلخلة والتراجع على مختلف الأصعدة ، وسيتنبه كل مكونات الشعب الايراني إن لم يكن بالأصل منتبها بشكل جيد لكل مايجري ، وسيتوقف عند ما آلت إليه النتائج في ظل حكم الصفويين الجدد ، وسيكون لهم موقف حاسم ، يعقبه حساب عسير لكل هذه الطغمة المنحرفة والخرفة القابعة في قم وطهران ، كما سيكون عليه الحال مع الشعب السوري من " المعتوه " وسلطته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...