الأربعاء، يوليو 18، 2012

طبول السياسة في لبنان

 

( طبول السياسة في لبنان )
و
سلاح حزب الله





مرعلى مسامعي مرة أن أحد " الطبول "  ومنحرفي السياسة  ممن يحُسبون على الطبقة السياسية الشاذة في لبنان ، والذين عادة ما تكون اطلالاتهم مبعث قرف واشمئزاز ، يقول أن ( سلاح المقاومة سيستخدم في حالة تم استهداف المقاومة من الداخل ) ويضع هذا الطبل الاجوف شروط استخدام لهذا السلاح سهلة ، وسهلة جدا ، وربما أراد من هذه الشروط البسيطة أن يقول يمكن استخدامه في أي وقت نرغب ونريد ضد كل من يعترض على هذا السلاح .. 

وهذا كلام  خطير جدا ،لأنه واضح ، وشروط استخدامه كما قلنا متوفرة ، طالما بقي القرار بيد حاملة ، والشواذ الذين يدورون في فلكه ، وبقي تقييم حامل السلاح فوق أي أعتبار ، وبمعزل عن المعطيات الواقعية ، بالتالي يمكن لـ " حزب الله " الإيراني الوكيل المعتمد له ، أن يفسره كيفما شاء ومتى شاء واستخدامه عند أي موقف يراه مناسب ..

هذه النقطة التي تجعل من حامل السلاح حكما وقاضيا ، برأيي سبب كافي وكبير يدفع كل اللبنانيين وعلى رأسهم الطائفة الشيعية الكريمة ، الى العمل الجاد باتجاه نزع سلاح هذا الحزب ، لأنه يعني إمكانية توجيهه إلى كل من يعارض نهج حزب الله ، الذ هو في حقيقته تنظيم مسلح يمثل " أداة المشروع المذهبي الفارسي الصفوي "  في بلاد العرب ، والمتضرر الاول من هذا السلاح ربما يكون حتى المعترض الشيعي ، فهو في النهاية لن يحمي الشيعة اذا ماتضارب اعتراضهم عليه مع المشروع الموجود لأجله ، خصوصا بعدما انتهى دورة ، اذا كان له دور بالأصل ، مع نهاية القرن الماضي وانسحاب إسرائيل من أراضي الجنوب اللبناني ..

ومن المعيب  اليوم على كل لبناني أن يُقال عن سلاح يتبع لطائفة واحدة بعينها من مجموع الطوائف اللبنانية المحترمة ، أنه سلاح مقاومة أو ممانعة ، وعلى هذه القاعدة تُستنفر الطائفة ، وتستثار لها الطائفية بكل بشاعتها لحمايته ،  ويستقوي به علناً بعض زعاماتها الطائفيين المرتبطين بالمشروع الفارسي ضد البقية من الطوائف اللبنانية ..

لقد اجمع اللبنانيين على ضرورة بناء الدولة والخروج من حالة المليشيات المرتبطة بالخارج ، والتي تعمل بعلم أم بغير علم على تنفيذ أجندات لا علاقة بها لا للبنان ولا القضايا العربية ، وانما فقط لتحصيل بعض المكاسب السياسية الداخلية التفضيلية على حساب بقية الطوائف الأخرى ..

 

فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن نستمر بالعزف على الاسطوانة المشروخة ، والقول للسلاح الذي انتهى دوره عملياً بأنه " سلاح مقاومة " حتى وإن استخدم في وقت ما في المقاومة وأدى خدمة كبيرة للبنان ، لماذا ..!؟

لأنه بات اليوم " سلاح مقاولة " وعنصرا منفراً وعاملاً من عوامل التوتر الرئيسي في الداخل اللبناني ، وهذا الأمر قد يدفع البعض من بقية الطوائف للتسلح بقصد الدفاع عن النفس في مواجهة أي احتمال لاستخدامه في الداخل من قبل مهووسي الطائفة المرتبطين عقائديا ومصيراً بايران،  والمقتنعين بولاية فقيه ايران الخَرِف علي خامنئي ..

ولا حل ممكن أن يكون مقبولا العمل به ، وربما الوحيد تجاه هذا السلاح وخصوصا منه الثقيل والمتوسط ، الا أن يوضع تحت أُمرة الجيش اللبناني بصيغة ما ، ليكون في خدمة البلد ، والدفاع عن أراضية من التهديدات الخارجية ، وليس حكرا بيد فئة من طائفة بعينها ..

بكل تأكيد إن الحاجة له اليوم لم تعد كما كانت في السابق ، وما يجب أن يدركه  الجميع ، أن المقاومة لا تستمر إلى الأبد ، طالما أن المقاومة بالاصل هي حالة شعبية تنشأ في ظرفي زمان ومكان ،  وعلى هدف محدد بعينه ، تنشأ من الداخل ، ويدعمها ويكون حاضنا لها الداخل نفسه أيضا ، ولا تكون مشكلة له ، كما لا يجب أن تكون أيضا أداة لمشروع خارجي على حساب الداخل ، مهما كان عقيدة وحقيقة هذا المشروع  ،كما هو حال المشروع  " الشعوبي والعنصري والمذهبي " الإيراني الذي بدت أهدافه تتضح للجميع ، الذي ربما أول هذه الأهداف هو تقسيم المنطقة وتخريبها ..

ونصيحتنا لمثل هؤلاء " الطبول " من منحرفي وشواذ السياسة في لبنان  ، الذين لا يعون ولا يدركون خطورة الأمر ، وما قد تؤدي له النتيجة في نهجهم ألتأيدي الخاطئ لجهة ابقاء " سلاح مقاومة " ذا صبغة طائفية ، أن يبقوا بعيدا عن التنبيح لربما يكون أكرم وأشرف لهم بكثير من أن يزجوا  أنفسهم في محرقة مشروع كبير لا يفهمون أبعاده الحقيقة ، خصوصا إذا ما علموا أن ( من يدفع الدولار لشرائه وارساله ، فهو صاحب القرار باستعماله ) ..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...