الجمعة، سبتمبر 14، 2012

أولاد السلطة الحاكمة


أولاد السلطة الحاكمة


يبدو لي أن " الأولاد " .. في السلطة الحاكمة ومن يقف ورائهما في الداخل السوري أو الخارج الاقليمي والدولي يرغبون باستسلام تام ومذل للشعب السوري ، وبلا قيد ولا شرط ، وربما يريدون فوقه اعتذار علني ومكتوب ومذيل بتوقيع كل من يعارض سواء كان في الداخل أو الخارج ، باعتبارهم ممثلين لهذا الشعب أقلها أمام العالم ..

ثم الاعتراف بخطأ القيام بالثورة التي لم تكن في الأصل الا احتجاجات على سلوكيات رعناء قبل تحولها للثورة ، ورد فعل على فعل الإهانة المتعمد وليس فعل مستقل ..

هذه الرغبة الجامحة " للأولاد " أتضحت بشكل جلي من خلال سلوكيات لها سمات متعددة لعل أهمها الغطرسة والاستعلاء والاستخفاف ، اعتقادا منهم انهم "  أولاد اله مقدس"  أبدي ، لا يمس ولا يجب ان يُمس ..

هذه الثقافة الشاذة والمنحرفة التي بُنيت على  " القهر والعهر  " وتربى عليها هؤلاء على يدي المربي الشاذ والمنحرف " حافظ الأسد " ، للأسف يعرف حقيقتها شعبنا السوري منذ عقود من الزمن لكنه لم يقف في وجهها ، ولا أستبعد أن تكون معرفته بها قد بدأت منذ أن تشّكلت قواعد السلطة الطائفية التي أسس هيكليتها " حافظ الأسد " ...في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي ..

ولأنها قامت على فكر شخص أقلوي طائفي حاقد لم يرضى لسوريا الا أن تكون مزرعة له ، وورقة تتجاذبها المحاور الاقليمية والدولية ، وضمان استمراريتها والمحافظة عليها ومن ثم انتقالها لأولاده من بعده باعتبارها مللك عضوض ، ولأن السلطة الطائفية تحتاج الى سند لها وشرعية غير موجود داخلياً فقد كان لابد من ربطها بمن يحميها خارجياً ، وهذا ما حصل بالفعل وهذا العائق الرئيسي اليوم امام نجاح الثورة السورية وتحقيق هدف اسقاط السلطة الحاكمة ، بالتالي سلطة بهذا المستوى بكل تأكيد لن تقدر على اتيان من يحكم سوريا بأفضل مستوى من  الاخوين المعتوهين  " بشار وماهر الاسد " ..

لقد أعتمد " حافظ الاسد " طريقة إجرامية قاسية في التعامل مع الشعب السوري وانتفاضاته المتعددة منذ استيلاءه على السلطة ، والتي ربما تكون أولها تلك التي قامت ضده في نهاية سبعينات وبداية ثمانينات القرن الماضي ، بعدما أخلف بوعود قطعها على نفسة ، والتي ربما النتيجة التي توصل لها هي استحالة أن يستمر حكمة بعدها اذا نفذها ، وبالتالي وصل إلى قناعة بجدوى التعامل " القمعي الشرس " ولو الى وقت معين ، ما جعله القاعدة الاساسية في حكم الشعب السوري  الذي استمر به حتى موته ..

الأمر الذي دفع بـ " الأولاد الورثة  " للاقتناع بضرورة استحضار طريقة تعامل والدهم القمعية حينما ضنوا بأن الشعب السوري قد طوى صفحة تلك المرحلة السوداء بكاملها ، وما عاد في وارد في ذهنه تذكّرها ، ولا تذكّر تلك المجازر التي طالت مدن كثيرة في سوريا مثل حماة وإدلب وجسر الشاغور .. وغيرها ..

مع الاستفادة هذه المرة من تجارب وخبرات داعميهم الروس ، التي اكتسبوها في تعاملهم القاسي والشرس مع دولة الشيشان ، وسكوت العالم على تلك الجرائم ، وبتشجيع ودعم القتلة في الحرس الثوري الايراني التابعين مباشرة لمفسد الثورة " علي خامنئي " ..!!

هؤلاء " الأولاد " على قلة إدراكهم ، وجهلهم بما يدور حولهم ، وعلى فقدانهم أي نوع من الخبرة السياسية والإدارية العامة ، وأُميتهم الواضحة في العلاقات الدولية ، وعدم إمكانيتهم التعامل مع أي طارئ وجديد أو مفاجئ في هذه المنطقة ، راحوا يستخدمون بلا ضوابط وبلا حدود كل ما توفر بين يديهم ، وكل ما تحتويه مخازن الجيش والأمن من سلاح ثقيل جمعه شعبنا في سوريا بتعبه وكده ، على مر العشرات من السنين ، في وقت لم يجرؤ  " أبوهم " من قبلهم على استخدام أيٍ منه مع " إسرائيل العدوة " على الرغم من احتلالها لأفضل وأغنى الاراضي سورية ..

اخيراً أستطيع القول وبكل ثقة أن هذا الشعب العظيم لن ينحني لرغبة هؤلاء " الاولاد المراهقين " ، ولا من يقف ورائهم ، ولن تقف هذه الثورة أمام عنوان خادع هو الحوار ، قبل ان يصل الى النتيجة المرجوة بإسقاطهم وانهاء " سلطة ال الاسد " اولاً وقبل الكلام عن اي شيء اخر ، ومن ثم محاكمتهم أمام محاكم علنية وبحضور عالمي ، وتفكيك كل النظام القائم على الطائفية والامن ، وليس على الوطنية والحرية ، واعادة ترتيب الاولويات وازالة كل الشعارات المرتبطة بالأهداف والاجندات الخارجية ، ولعل الأهم هو وقف " النفوذ الفارسي المذهبي التخريبي " في المنطقة وتحجيم الدور الايراني في قضيتنا الام القضية الفلسطينية ..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...