الثلاثاء، سبتمبر 04، 2012

المؤامرة الملعونة

المؤامرة الملعونة

يا سادة .. يا كرام .. وأنا صاح ٍ ولست في منام ، هكذا أفترض وعلى ما أقول أنتم الحكام ..!!
لقد دار في ذهني مجموعة أسئلة تلتقي كلها في المضمون على موضوع واحد ، أسئلة مفترضة عن ما تسمى " المؤامرة " الملعونة ، فلم أُكلف نفسي عناء البحث عن اجابات بعينها ، لتبقى أسئلة مطروحة بلا اجابات ، لان الاجوبة ربما لا تحتاج بالاصل الى سؤال ، لذلك قُمت بها " أشتم والعن أبو أصل أول من استخدم كلمة مؤامرة باللغة العربية ، وأبو أبو سلاف أول من وضع نظريتها ، وأول من وظفها في العمل السياسي وحكم البلدان " ، ثم بعد هذه الشتائم واللعنات المكتومة هدأت قليلاً وتساءلت لماذا " المؤامرة "   ، وعلى من تكون " المؤامرة "  يا ترى ..!؟

الأمر الذي دفعني للتركيز في تساؤل آخر متصل بما سبقه من الأسئلة ، لكنه ربما  أكثر أهمية وهو .. إذا سلمنا جدلا بأن " المؤامرة "  قد تجسّدت على أرض الواقع في سوريا ، هل هذه " المؤامرة " الملعونة ، بحقارة ووساخة " مكافحتها " التي نراهما اليوم ..!؟

على فرض أن الذي أدى الى ما يحدث عندنا في سوريا هو " المؤامرة "  ، فهذا يعني أنها فعلا بتلك الصورة البشعة والسوداوية التي حاولت " سلطة الأسد من الأب إلى الابن"  أن ترسمها في مخيلتنا وتقنعنا بها ، والتي كانت على الدوام تحذرنا منها  .. فدستها مجبرة وبالقوة في حياتنا العامة ..!!

بطبيعة الحال لن أكون واقعي ، ومخطأ لو لم أقل أنها كانت بقصد التغطية على  " البلاوي السوداء " والخطايا والموبقات التي ارتُكبت بحق الشعب السوري ، بدليل إحالتها إلى نوع من الثقافة المحلية الفلكلورية المتوارثة من جيل إلى جيل في محاولة تفسير .. وأحياناً لتبرير بعض الأحداث .. وربطها بعوامل مفقودة وغير محسوسة ، وأحيانا مبهمة ، لاسيما وأن سلطة الأب وابنه ما كانت لتستمر في الحكم أمام الوعي المتصاعد للشعب السوري لولا تبنيهما لنظرية " المؤامرة " الملعونة تلك ، التي عادة ما يدّعي أصحابها ، أو المتبنين لفكرها ، أن الأحداث الكبرى في التاريخ يخطط لها ، ويهيمن على مسارها ، وربما نتائجها المتآمرون ، فهم يديرون أحداثها من وراء الكواليس ..!

ولإثبات وجودها وتثبيتها في ذاكرتنا السورية ، وضعت لها السلطة الحاكمة " من الأسد الأب إلى الابن  " كل مقدرات الدولة السورية ، وصنعت لرعايتها والعناية بها طبقة من بعض الكتاب الكَتَبة ، ومن الأدباء قليلي الأدب ، وجهزت لها فرقة من الشعراء الشاعرين بالنقص ، وأطّرتهم بأسفل الفنانين الفلتانين والمنفلتين من كل القيم والأخلاق ، وجلبت للتأكيد والتدليل على وجودها عينات من المثقفين الانتهازيين والوصوليين والقومجيين من كل الأقطار العربية ، والمشغول عليهم بالواحد ، ليكونوا " قادة " لهذا الانحراف الحاد في التفكير البشري الذي أدى بدورة إلى انحراف اكبر ، وأخطر في مسيرة التاريخ الحديث لسوريا .. !!

أوليس في هذا واقعاً أكثر مما فيه خيال .. يا سادة  .. يا كرام ، أم أنني لست بصاح ٍ بل في منام ..!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...