الثلاثاء، سبتمبر 25، 2012

الحب والكراهية






ما الذي يدفع الشخص لمحبة أو كره مثل هذا الرئيس ، تأييده أو معارضته




حينما رأيت " عميان البصر والبصيرة " من الموالين أو المؤيدين أو " المنحبكجية " وهم يستقتلون وبمنتهى السفالة والدونية في اظهار  تعصبهم الأعمى ، من خلال الدفاع ليس عن الوطن السوري الذي هو وطن الجميع مع الأسف ، إنما عن شخص " الرئيس " المعتوه بشار الأسد ، وعندها حاولت أن افهم سر تعلقهم المرضي برئيسهم " هذا " وتعصبهم له ، سألت نفسي سؤالا بسيطا ، أتمنى أن يسأله كل واحد منهم لنفسه ، وليكن هذا السؤال أيضاً مطروحا للجميع ، ولكل واحد منه ولذاته ، في لحظة هدوء وتًفكّر ، وليحاول أن يجد الإجابة التي تخضع لقواعد المنطق العقلي السليم ، أو أي من القواعد الأخلاقية المقبولة له أولاً ، يرتضيها له وعليه ..

وأن تكون الأجابة نابعة من قناعات الشخص ذاته ،  ولا يسعى لأخذها من احد ، كما أن الافضل أن لا أن يطرح السؤال على احد آخر قبل وصوله هو للإجابة عليه بكل صدق وأمانة ، بصرف النظر إن ما ذهبت إجابته بهذا الاتجاه أو ذاك ..

ويقول لنفسه  : ما الذي يدفع الشخص لمحبة أو كره مثل هذا الرئيس ، تأييده أو معارضته ..!؟

الحقيقة أن هذا السؤال أوصلني لقناعة مفادها أن " الرئيس " لا يُكره ولا يُحب لشخصه إنما يُؤيد أو يُعارض بناءا على ما قدم أو أنجز ، ومسألة " الكره والمحبة  " لا يجوز زجها في العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، فاذا ما اتفقنا على ما تقدم ، سنكتشف حينئذ أننا في مجتمع خنوعي عبودي ، وأمام أناس مشاعرهم غير سوية وربما هم غير سويين أو " مرضى " ، يغيبون العقل وأدواته ، ويستعملون بدلا عنهما العاطفة العمياء والمريضة  .. 

أما اذا ركزنا على الشق الثاني ، وهو ، " التأييد أو المعارضة " فالمنجزات هي عادة التي تدفع الشخص ، وأي شخص ، للتأييد أو المعارضة ..!

فما يقدمه " الرئيس " من عمل واضح البصمات وفي كل المجالات ، وما تنعكس آثاره الايجابية على ارض الواقع ، ويعود بالمصلحة على الوطن والشعب ، هي من تدفع الأشخاص إلى تأييده أو معارضته ، لكن " الحب أو الكره " كما قلنا لا اعتقد أن من الصواب أن يكون كلاهما أو احدهما معيار للتأييد أو المعارضة ، لكونهما كما سبق وذكرت مرتبطان بعمل العاطفة العمياء والمريضة ، خصوصا أن الرئيس على ما نعتقد ويعتقد كل انسان سوي ، بمنصبه وصفته هو بالأصل شخص منتخب من الشعب ، ومكلف لخدمة الشعب ، بموجب العلاقة التي تربط الطرفين الرئيس والمرؤوس  ، ويجب أن يكون كذلك ، بالتالي هو ليس مُشّرَفاً بمنصبه عن أي شخص ينتمي للشعب الذي ارتضى به رئيساً ، بالتالي الرئيس موظّف في موقعه ولخدمة الشعب ..

في الحالة السورية الأمر مختلف عن أي حالة في أي بلد من بلدان فـ " بشار الأسد " أصبح رئيس في غفلة من الزمن ، وغياب فعلي لارادة الشعب بعد أن توفى والده في عام الألفين ..!

لكن للأسف الشديد ، وعلى ما يبدو لي أنا شخصيا على الأقل .. أنه ومع الظروف التي تولى بها المنصب ، أحس بأنه بات اله يحي ويميت يرزق من يشاء ويحجب الرزق عمن يشاء ، وبدل أن يتشرف هو وعائلته بحكم بلد مثل سورية ، وأن يجعل من نفسه خادما أميناً للشعب السوري ، بدت عنده الصورة معكوسة ، فالشعب هو موجود وموظف لخدمته ، وخدمة عائلته وأقربائه ، ومطلوب منه ليس التشرف برئاسته فقط ، بل بعبادته ، وعبادة أصنامه وصوره ، وأصنام وصور أبيه وأخيه من قبله ، لذا .. طرحت على نفسي قبل غيري هذا السؤال :

وقلت في نفسي .. ما الذي يدفعني أنا .. أو يدفع أي شخص سوري لتأييده أو معارضته ، سواء كان من الـ " منحبكجية " أو الـ " منكرهجية " ، اخذا بالحسبان واقع الحال الذي نحن به اليوم ، وماذا تحقق لنا في عهده الميمون ، وماذا لم يتحقق في فترة حكمة الماضية ، وما انعكست أثاره علينا إيجابا أو سلبا  ، بالتالي هل يستحق منا المعارضة أم التأييد ، وبناء على ما فعله ..!؟

بتقديري أن هذا سؤال مهم ، ومهم جدا ، ولو طرحه كل شخص منا " منحبكجي أو منكرهجي " على نفسه بعيداً عن المؤثرات المختلفة أو الاستفزازات المرتبط بالانتماء أو غيره ، ووفق القواعده العقلانية والاتزان ، للوصول إلى الإجابة الصحيحة والسليمة والمرضية والمطمئنة لضمير كل واحد منا ، ان كان هو على حق ام لا ..لوقف الجميع ضده بدون استثناء .. !!
وأنا واثق من ذلك ..!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...