الأربعاء، سبتمبر 19، 2012

" البطةُ المُغتَصَبة "

" البطةُ المُغتَصَبة "

وضعت يدي على قلبي خوفا ، بعد أن استوقفني خبر نشرته صحيفة " خبر تورك " التركية وتناقلته بعض الصحف ومواقع الانترنيت حول العالم عن  تفاصيل حادثة اغتصاب جديدة في " محافظة بورصا "  بمنطقة مرمره ، ولكن هذه المرة لم تكن الحادثة كغيرها من حوادث الاغتصاب المعتادة في تركيا ولا في العالم بأسرة .
بطلة تلك الحادثة هي  " بطة " حقيقة وليست " صفة أو لقب " لأنثى من صنف البشر ، والبطل " ذكر " من صنف البشر ، وليس من أحد أنواع " البط " المنقرض ، وعليه فقد قررت الشرطة على إثرها اعتقال مواطن تركي عقب شكوى من أنسباه بأنه اغتصب إحدى " بطاتهم " عندما كان مقيماً عندهم ذات ليلة ، وذلك بعدما أفصح " حمى " الرجل عن عثوره على ريشاً ودماء في سرير الغرفة التي أقام فيها زوج ابنتهم ، كما صرحت حماة الرجل مؤكدة ما ذكره زوجها من اكتشافها لقميص النسيب مغطى بالدماء وملقى على شجرة في صبيحة اليوم التالي ..
نسيب العائلة البالغ من العمر خمسون عاماً بفارق عدة سنوات عن " بطة أخرى في بالي ، لكنها غاصبة " ، أنكر الاتهامات الموجهة إليه ..
ولا أدري .. لعله أعتبر أن هذا الاتهام لا أساس له من الصحة ، أو ربما ربطه بأجندات خارجية تهدف إلى تشويه سمعته ، وتستهدف كسر محور المصاهرة والنسب الذي ينتمي إليه ، وتحييد الدور الفاعل الذي يضطلع به مع ابنتهم الكريمة ، وأن جل المسألة وما فيها فبركات ودبلجات حاسدين ومندسين لا يحبون الخير له ولا لأسرته ..
لكن عند فحص " البطة المغتصبة " تبين بما لا يدع مجالا للشك ، بأنها قد تعرضت لتهتك ليس له صلة بالبط في جهازها التناسلي وفي أمعائها وهذا أمر طبيعي ، وما عادت قادرة على السير ولا على " ضبط نفسها " مما استدعى خضوعها لعدد من العمليات الجراحية الترقيعية والترميمية ..
والحقيقة أن خوفي الذي أشرت إليه في البداية ، جاء مصاحباً لشعور ذهب باتجاه أن يكون " الغاصب سوري " أو من أصل سوري لا قدر الله ، ولم يكن ذلك مستغرباً ، فأنتم تعرفون كم هي علاقتنا متوترة مع صنف " البط " ، الأمر الذي دفعه مع الرغبة الجامحة وتراكم الحنق والقهر الذي ازداد بشكل ملحوظ في سوريا بالانتقام ، واللجوء إلى هذا الفعل الفاحش والمدان بطبيعة الحال ، خصوصاً بعدما تسربت رسائل من " بريد الكتروني " لإحداها في المنطقة مؤخرا ومعرفة ما تضمنته تلك الرسائل  ..!!
أخيرا .. دخلت بالي الطمأنينة وارتحت تماماً ، بعدما تأكدت جنسية الجاني التركية ، وحمدت الله أنه لم يكن من جنسيتي ، أما " البطة المنتهكة عرضها والملعون أبو سلاّفها " فالأكيد أنها ستصبح ومع كل بيضة تبيضها تصيح وتستغيث ، وتلعن الساعة التي تمكن منها ذلك " الوحش المستأنس " ، على الرغم من أن التقارير الأخيرة أفادت باستقرار الحالة الصحية والحمد لله ، وهي الآن بصحة جيدة ، ولكنها مازالت تحت الرعاية الصحية والمتابعة الطبية الدقيقة ، نتمنى لها الشفاء العاجل ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...