الخميس، سبتمبر 06، 2012

كذبة

كذبة
( مقاومة )
حزب الله الإيراني .. سقطت

حزب الله الإيراني هو حزب سياسي طائفي مذهبي نشأ بعد استقرار الثورة الخمينية في إيران ، وتم تصنيفه على أنه " حركة مقاومة إسلامية للاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني مستغلا الوضع الطائفي وحالتي البؤس  والاحتلال اللتين كانتا تسيطران على الطائفة الشيعية انذاك ، لاعتماد هذا الجنوب في ما بعد كبيئة حاضنة له ، فقنعوه بقناع المقاومة الشكلية " الكاذبة ليخفي خلفه الوجه القبيح ، لأهداف ومرامي الثورة الإيرانية في المنطقة العربية ..

لكن ما هو السقوط المعني هنا لهذه الكذبة ..!؟

السقوط لـ " كذبة " مقاومة حزب الله الإيراني باختصار شديد بدأت مع بداية تحلل مكونات الحاضنة الشعبية التي احتضنت هذه المقاومة ، وهذا بطبيعة الحال ما كان ليحصل لو لا ما سبقه من انحراف بيّن عن هدف المقاومة وقناعة الناس بما تخفيه وراءها ، وهذا ما اكتشفته شعوب المنطقة مع شديد الأسف متأخرة بعض الشيء ، وربما بعد الانسحاب الإسرائيلي الطوعي من جنوب لبنان في عام الألفين..

إن أية مقاومة حقيقية وليست " كذبة " في أي مكان وأي زمان لا يمكن أن تستمر ، ما لم تكن لها ما يحميها ويساندها ويدعما في بيئة اجتماعية حاضنة تنطلق منها وتعتمد عليها ، صحيح أن الدعم الخارجي مهم ومهم جدا إلا انه لا يساوي شيء لوحده بدون قاعدة انطلاق لها ..

فإذا انقلب المجتمع الذي نشأت به وانطلقت منه تلك المقاومة التي من المفترض أن تكون صادقة ، وتحول جل مكوناته إلى مرتابين منها ورافضين لها ،كما هو حاصل في لبنان اليوم في حالة حزب الله بعد اكتشافه ، عندها تفقد دورها وتسقط عنها الشرعية ..

وهذا ما يلاحظه القاصي والداني في لبنان والمنطقة بكل وضوح ، حيث أصبحت العلاقة فيها شيء من المعاداة الصريحة لكل توجهاته وأهدافه التي كانت معلنة " مقاومة إسرائيل " وغير المعلنة " الالعن والأوسخ  " حماية ورعاية " النفوذ الإيراني " في المنطقة  ، وقد لا أجد أدل على ذلك ، من اتساع الفارق في التعاطي مع حزب الله بين اليوم والأمس ، بدليل ما حصل إبان العدوان الإسرائيلي في ذلك العام ألفين وستة على لبنان تحت ذريعة ضرب " المقاومة " ، عندما كان الجميع مخدوعا بالمقاومة ومصدقا بأنها مقاومة حقيقية ضد إسرائيل ومشاريعها في المنطقة ، فكلنا يذكر كيف كانت مكانة " المقاومة " في نفوس الجميع ، وكيف كان احتضان كل اللبنانيين بدون استثناء لها ، حيث قدم شعب لبنان على اختلاف معتقداته وتنوع أديانه ومذاهبه ، مع شعوب المنطقة للمقاومة والمقاومين وأهاليهم وأتباعهم كل ما يملك بلا تردد ولا حساب ..
ربما يرد على هذا الكلام قائل ويقول في النتيجة حرر الجنوب ، ودحر إسرائيل منه في عام ألفين ، وهذا ما لم تفعله الجيوش العربية مجتمعة ..!!

أرد عليه بالقول نظريا يمكن أن نتفق ، إنما فعليا وما حصل على ارض الواقع وما تسرب من وثائق فالمسألة مختلفة ، فهي تؤكد على أن إسرائيل كانت على وشك الانسحاب من الجنوب اللبناني في عام ألف وتسعمائة وستة وتسعين ، يعني قبل هذا التاريخ المشار إليه بأربع سنوات ، ولكن التأجيل كان بناءا على رغبة " القيادة السورية " ..

وهذا مثبت بالأدلة والوثائق ، لكن فكرة الانسحاب لم تكن لسواد عيون اللبنانيين أو غيرهم أو أنها بسبب شدة المقاومة .. على الإطلاق ..!!

إنما كانت تكتيكا إسرائيلي مدروس لنزع ورقة مهمة من السلطة الحاكمة في سوريا كانت تستخدمها دائما ، بالتالي منعها من استخدامها مرة أخرى ، ولعل نتيجة هذا الانسحاب كانت من أهم أسباب الثورة السورية القائمة اليوم ، بعدما افتضح الدور الخفي لهذه المقاومة " الكاذبة " في تثبيت سلطة " آل الأسد " في المنطقة وإضفاء شرعية لها من خلال اصطفافها في محور المقاومة المزعوم ، لتحقيق المشروع المذهبي الفارسي في المنطقة برأس حربته الإيرانية حزب الله ..
 
أخيرا .. أقول :

اليوم لنفترض أنه حصل شيء ما .. يشبه ما حصل عام ألفين وستة لا قدر الله ، من يا ترى سيأوي أحدا من هؤلاء الذين ينتمون لمقاومة حزب الله الإيراني " الكاذبة " أو من يؤيدهم ، بعد كل هذا التغطرس والانحراف والشذوذ الطائفي المذهبي الوقح ، الذي ظهر من خلال مساندة الظالم على ظلم المظلوم ، والتعطيل المتعمد لقيام دولة حقيقية في لبنان وتخريب كل المساعي والجهود في هذا الاتجاه ، وأنا أعتقد أن القائمين على قيادة حزب الله يعرفون جيدا أن ليس باستطاعتهم اليوم الدفاع حتى عن أنفسهم ، فهم يعلمون علم اليقين أن قناع المقاومة القديم والخادع قد سقط ، وانكشفت من تحته عورتهم القذرة على الجميع ، وتلاشى كل ما كانوا يتشدقون به من إن الأكثرية العربية تدعمهم ، كما أنهم باتوا يعرفون اليوم أن مثل هذا الكلام لم يعد يقنع حتى للأطفال في هذه المنطقة ، وما وجودهم المدعوم بلا حدود من منحرف الزمان " علي خامنئي " إلا لمكاسب داخلية مذهبية تحفض شيئا من النفوذ الإيراني في المنطقة ، أما " حزب الله " ككيان سياسي مسلح وأداة في المشروع الإيراني بات في حكم المنتهي ، بعدما انتهى قبله دور سلطة " آل الأسد " الحاكمة في سوريا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...