الأربعاء، مايو 29، 2013

التشويه والتضليل


التشويه والتضليل
 


دأب الإعلام الرسمي والمأجور في سورية ومحيطها منذ البداية على تشويه صورة الحراك الشعبي الذي تحول فيما بعد إلى ثورة ، وبالغ في تضليل متابعيه وأدخلهم في مجاهل ومجهريات تفاصيل التفاصيل الهامشية ، وصور حرب الإبادة التي تشنها سلطة " آل الأسد " ضد الشعب السوري ، على أنها حرب أهلية بين مكونات الشعب السوري ، تسعّر نارها قوى خارجية ، والقصد من ذلك هو المساواة بين الجلاد والضحية ، من أجل فك الترابط بين الثورة وبيئتها الحاضنة ، والحد من التعاطف الشعبي العربي والإسلامي مع شعبنا السوري الذي يُذبح كل يوم ..
تكتمل الصورة أمامنا حين نرى " النبيحة " التابعين أو المرتبطين بسلطة " آل الأسد " تنبح على أصحاب الضمائر الحية ، المتطوعين للدفاع عن " كل " المظلومين في سوريا ، الذين دفعتهم أخلاقهم وضمائرهم الحية وقيمهم الدينية السامية والنبيلة ، لدعم الشعب السوري ..
هؤلاء " النبيحة " الذين هم من أهم ادوات " التشويه والتضليل " يعتبرون أن ما يجري هو عبارة عن اعتداءات ارهابية على الدولة والشعب تقوم بها مجموعات مسلحة إرهابية ، تقف ضدها وتواجهها سلطة الدولة الشرعية ومؤسساتها ، بالتالي لا يجوز " نصرة الطرف الإرهابي المسلح .. والمتمرد  " الساعي لتقويض أسس الدولة ومقدراتها ، والوقوف ضد أكثرية الشعب السوري الراغب باستمرارية السلطة الحالية لأنها شرعية ، وتدافع عن حق ضد ظلم ..!
وبذلك يحاول هذا أو ذاك  " النبيح " المشوه ، أو المضلل منهم ، الفصل بين ثوار سوريا وعلى رأسهم " الجيش الحر " ، وبين الشعب السوري ، تماما كما كانت تحاول " إسرائيل " الفصل بين المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني .
وكما كانت إسرائيل فاشلة في ذلك ولم تنجح ، فبالقطع سلطة " آل الأسد "  الأكثر قذارة منها ، لن تنجح وستفشل  ..
محاولات كهذه بالطبع ستكون بائسة أيضاً ؛ لأنه من البديهي ، أن يكون الدفاع عن الأرض والعرض هو الدافع الأكبر _ بعد الجهاد في سبيل الله _ لتشكيل المجموعات المسلحة المقاومة ، لمواجهة المعتدين ، مهما كانت جهة انتمائهم ، سواء كانوا إسرائيليين أو غيرهم ، فئويين أو مذهبيين ، عنصريين أو امميين ، أو حكاما ضالين أو ظالمين ، والثوار بما فيهم الجيش الحر ، هم جزء أصيل من الشعب السوري ، ونتاج طبيعي لرد الظلم الواقع عليه ، ومنه يلقون كل الدعم والمساندة .
فقبل أن يعلن انشقاقه عن السلطة الحاكمة في دمشق كان " عبدا لله العمر " أحد صّناع النبيحة ، وعضواً في فريق يتكون من خمس عشر شخصا ، يعملون تحت إمرة مستشارة بشار الأسد "  بثينة شعبان " ، وكانت مهمته " تشويه سمعة " المنشقين والثوار والمعارضين ، وكان على علاقة جيدة مع أصحاب النفوذ في سوريا ، كالوزراء وبعض القيادات ، وحتى بشار الأسد نفسه ، فعلى مدى خمسة أعوام عمل " العمر " في القصر الرئاسي في مجال الدعاية الإعلامية والتشويه وتسويق ثقافة التنبيح ، وتصنيع وتلميح النبيحة ..
قال العمر في مقابلة مع " سي إن إن " في هذا الصدد : " كنت عضوا من ضمن هؤلاء الأعضاء ، فريق عمل كامل داخل المكتب الصحفي في القصر الجمهوري ، كنا نجتمع ونصنع أخبار ، ونتصور تصورات " ، ويتابع قائلاً  :
" ما كان أحد ينشق في سوريا ، إلا وكنا قادرين أن نعمل فبركات عنه  " ...!
أخيرا وبالعودة إلى مسألتي  التشويه والتظليل يقول " النبيح " المشوه .. الوزير عمران الزعبي " نحن لا نريد وسائل إعلام كاذبة ، والفرق بيننا وبين وسائل الإعلام الأجنبية ، أننا نقول الحقيقة لكن بطريقة فجة وغير متطورة ، وهم ماهرون في تسويق أكاذيبهم بطريقة جميلة "  أوليس في هذا الكلام شيء من التضليل والتشويه لما يجري ، إن لم يكن هذا هو التضليل والتشويه بعينه ..!؟   
في كل الأحوال يبقى هذا هو رأيي ..! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...