الاثنين، مارس 24، 2014

خاطرة


خاطرة

يخرج علينا بين الفينة والاخرى في وسائل اعلام النظام والمؤيدة له بعض النبيحة المستكلبة والابواق الصدئة التي تتبجح بالقول أن لا حل في سورية الا الحل السياسي ، لكني لم اسمع من أي منهم كيف سيكون عليه هذا الحل ، فقط وكأنهم متفقون على هذه " اللازمة " ، المقرفة والتي أصبح تشغل تفكيري ..
في لحظة خارجة عن سياق الزمن وتسهيلاً للأمر وضعت عقلي جانباً ورحت اداعب نفسي بأسئلة تخصها وتتمحور حولها .. وتخيلت ما هو الحل السياسي الممكن في رأيهم للقضية السورية غير " استسلام الشعب للنظام " ، على اعتبارا ان النظام لازال شرعياً وهذا غير ممكن ..!

وأن المسألة ليست " ثورة شعبية " انما هي مواجهة مسلحة للدولة ومؤسساتها الشرعية ايضاً وليس لشيء اخر ، وبالتالي فإن مواجهة الدولة هو أمر لا يمكن لأي بلد الا وان يواجهه بالمثل ..!
وهنا جاءتني " التداعيات والهذيانات " وقلت لو أعلن " بشار الاسد " في لحظة من صحوة ضمير عدم ترشحه للرئاسة  ، كبادرة حسن نية .. لتسهيل الحل في سورية على اعتبار ان شخصه محور الخلاف القائم ، وأن يعلنها صراحة ويشدد عليها  .. وهي أن وجوده مؤقت لحين ترتيب الوضع الداخلي بالاتفاق والتعاون والتنسيق بين ومع المعارضة ، بضمانات ورقابة دولية ، وما وجوده لمطمع أو مطمح شخصي له الا بقصد بقاء سورية موحدة .. وليس لاستفزاز أحد ، ولضمان سير عمل مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش والامن ومنع انفراطها ..!
ثم تسهيلا لتطبيق صحوة الضمير هذه ، يبدأ على الفور بنقل او عزل القيادات التي كانت وما زالت مثار جدل والتي كانت سبب أو من تسببت بتفاقم المشكلة في اجهزة الدولة ، ويصدر عفو عام يُستثنى منه أصحاب القضايا الجنائية ، ويصدر امراً أو مرسوماً يمنع بموجبه الاجهزة الامنية والعسكرية من التعاطي مع المواطن المدني ..!
فجأة صحوت من غفلتي وبدأت أضحك على تفاهتي وتفاهة ما كتبت وقلت في نفسي .. " العمى شو أني غبي .. " يا غبي .. بداية كيف لاحد فيه ذرة عقل أن يضع احتمالية بسيطة لضمير مجرم ابن مجرم أن يصحو قبل أن يرى الخطر ماثلاً امامة ، أو خازوق أكبر من خازوق القذافي بدأ يُدق بأسفله ، لو افترضنا أن المجرم المعني هنا له ضمير اصلاً .. !
أبعد كل هذا القتل والتدمير ممكن أن تأتي ساعة رحمانية ويتخذ واحد مجرم مثل بشار الأسد هكذا موقف ، فلو كانت امكانية الصحوة موجودة لصحي من زمان ، ليس بقصد الحفاظ على حياته واسرته فهو محمي ..!
لكن بهدف حماية ما تبقى من طائفته والأقليات التي تورطت وتحالفت معه والتي احرقها وأحرق ارثها بالكامل في سبيل بقاءه على كرسي الحكم..!؟
فهو مجرم ابن مجرم ومعتوه لا عقل له .. ومن يرجوا خيرا منه فهو معتوه أيضاً ، ومن يعتب على المعتوه فهو معتوه أكثر منه ، وكاتب هذه الخاطرة ربما يكون اكثر عته من كل ما سبق ذكرهم لأنه سمح لهكذا خاطرة أن تمر عليه ويكتبها دون اعتراض ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...