الأحد، يوليو 24، 2011

هل بدأ المرشد يعود إلى رشده



هل بدأ المرشد يعود إلى رشده ..!؟
استوقفني الخبر الذي نقلته وكالة رويتر للأنباء ، ونشر على أكثر من موقع من مواقع الانترنت ، وان كنت وما زلت لا استغرب الدعم الإيراني المعروف والمكشوف والمصيري المستميت لحليفتها العصابة الحاكمة في سوريا، ضد شعبها منذ أيام المقبور حافظ الأسد .
ولم استغرب من حجم أو قيمة المساعدة التي وردت في النبأ ، والتي قاربت الستة مليارات دولار ، لان المساعدات والهبات والقومسيونات والرشاوى لم تنقطع يوما من الأيام عن أفراد وأدوات " عصابة آل الأسد " في سوريا ومحيطها، حتى لو لم يتم التداول بها في الإعلام ، ولكن الذي استوقفني في حقيقة الأمر هو تأييد " علي خامنئي "  لتقديم هذه المساعدة ، والإفصاح عنها لأول مرة ، أو ربما تكون من المرات القليلة التي تم الإفصاح عنها ، وكذلك التي سيتم صرفها على ما يبدو عن طريق الدولة الإيرانية ، ومؤسساتها بالعلن ، ومن الميزانية العامة ، وليس من مال الخمس المجموع باطلاً تحت تصرفه .
المعروف عن " علي خامنئي " انه الولي الفقيه والمرجعية الكبرى في إيران والعالم ، وله من الشيعة المقلدين الذين يدفعون له " الخُمس"  في العالم الكثير ، وهو بالتالي يملك المليارات من الدولارات، وله مطلق الصلاحية بالتصرف بها لما يراه واجبا شرعيا يصب في خدمة مشروعه المذهبي في المنطقة .

ولو أضفنا لملياراته مليارات المجموعة المؤيدة له من بقية المراجع في " قم وطهران "  التي تجمع أيضا " الخُمس"  من دراويش الشيعة السذج ،لما وجدنا لهذه المساعدة مقابل الثروات " البليونية " تحت تصرفهم قيمة تُذكر ..
مال " الخُمس"  المدفوع لـ" علي خامنئي " من المقلدين الشيعة الأمامية الاثنا عشرية في العالم لا تدخل في حسابات الدخل القومي الإيراني ، ولا رقيب عليها ولا حسيب ، ومؤسساته هي من تدير هذه الأموال ، فلجوءه  هذه المرة للدولة وميزانيتها ، والإعلان عن موافقته قد يكون هو الأغرب ..
فهل أفلس المرجع " علي خامنئي " وبدأ مقلديه يتجهون لمرجعيات أخرى بعد أن بدد الأموال على المشاريع الخاسرة ؟
 أم أنها رسالة صريحة موجهه لعصابة آل الأسد ومن يلتف حولها ، تعني انه لم يعد هناك من داع لدفع أي مساعدات ولا هبات ولا قومسيونات ولا رشاوى سرية بعد الآن ، يعني : " حلو عن سمانا " لان الرهان عليكم بات خاسرا ، بالتالي سوف يكون كل شيء في المستقبل علني ومقابل كل خدمة جديدة تقدموها لنا ، لو بقيتم في السلطة ،  بعد أن شعر الولي الفقيه في " إيران  "أن نهاية حليفته باتت شبه محتومة وان هذه السلطة على وشك الانهيار..
وكأنه يريد القول بطريقة إيحائية واعتراف مبطن بخطأ الأسلوب الذي أُتبع في التعاطي مع المسالة السورية ، بصيغة تساؤلات سهلة : لماذا نتخذ موقفاً معاديا للشعب السوري العازم والمصر على مطلبه الأول وهو إسقاط عصابة آل الأسد من الحكم ..!!؟
ولماذا في المقابل نصّر على دعم  سلطة فاشلة وساقطة..؟
ولماذا ندخل هذه المعمعة الخاسرة .. وإذا تغير النظام الحالي ، فلماذا نعادي النظام الشرعي الجديد قبل أن يولد؟
فهل بدأ المرشد يعود إلى رشده ..!؟

ذكرت الصحيفة الفرنسية "ليزيكو " يوم الجمعة نقلا عن تقرير لمركز أبحاث إيراني مرتبط بالقيادة الإيرانية أن الزعيم الأعلى ومرشد الثورة آية الله " علي خامنئي " يؤيد تقديم مساعدة قيمتها 5.8 مليار دولار لـ " سوريا " لدعم اقتصادها.

مقالة نُشرت في موقع جدار بتاريخ  21 / 7 /2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...