السبت، يوليو 02، 2011

لا تجمل القبيح يا استاذ مصطفى بكري




رسالة مفتوحة وجهتها إلى السيد مصطفى بكري رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير لمجلة الأسبوع المصرية ونشرت في موقع عرب تايمز بتاريخ 12 / 1 / 2006

الأساتذة الكرام القائمين على موقع عرب تايمز ، هايد بارك العرب تحية طيبة وبعد
بداية أشكركم جزيل الشكر على نشر رسالتي السابقة ، وأتمنى لكم النجاح المتواصل والتقدم ، كما أتمنى عليكم الموافقة على نشر هذه الرسالة الموجهة للسيد مصطفى بكري رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير لمجلة الأسبوع المصرية مع خالص التقدير والاحترام لكم جميعا .. والشكر سلفا .
الأستاذ مصطفى بكري الكبير كما قال لك الرئيس بشار الأسد   " أتابعك وأقرأ ما تكتبه في 'الأسبوع' وأتابع مواقفك على الفضائيات "  أقول لك وأنا  كذلك أتابعك لكن لا كما قال الأسد أحيانا .. بل دائما أتابعك وأتابع كتاباتك ونفرزاتك وخزعبلاتك السياسية ، وعادة ما أتقيأ بعد المتابعة ..
 لكن لا ادري بصراحة إن كنت ستجد في سوريا واحدا معتوه وأتفه مني يتابع أو يقرأ برازك الفكري بدون استخفاف ، فنفاقك مكشوف والذي ترغب في إيصاله لنا لا يساوي عندنا في سوريا فرنك سوري " يعني خمس قروش " علما بأن هذه الفئة من العملة اندثرت ، ولم يعد يتعامل بها في سوريا ، وذلك بفضل المنجزات التي تحققت في سوريا بعد الحركة التصحيحية التي قام بها الرئيس حافظ الأسد باني سلطة الظلم والقهر والاستبداد ، حتى توريث شبله المظفر الرئيس بشار الأسد أدام الله ضله عليك وعلى كل العربجيين والقومجيين وديناصورات عهد الغفلة التاريخية .
تابع مواقفك المشرفة من زعران القرن الواحد والعشرين ، وقباضايات الظلم والاستبداد ، نظم التخلف والقهر في الوطن العربي ، وصبيان الأزقة السياسية ، وأولاد زنى توريث الرئاسة ، نعم أتابع مواقفك من هذه الأنظمة الكريمة و " الدفّيعة "  ، التي جعلتنا في ذيل الأمم .
 أتابعك وأنت تهذي بالقومية التي لابارك الله فيمن علمها لتنابلة السلاطين وأولاد الحرام من المخبرين وكتبة التقارير الأمنية ، الذين يستكثرون بها علينا أدميتنا لو طالبنا بما هو مشروع وحق لنا من تغيير سلمي في النهج التسلطي والاستغلال العائلي لثروات البلاد وحقوق العباد .
 أتابعك وأنت تتعمد احتقار عقولنا ، بلسان" نمرته أكثر من 48 وفق مقاييس الأحذية " وردحك المعروف كما العوالم , لو طالب حرٌ من الأحرار بحق مشروع لشعبه المقهور .. " فتبريراتك المقرفة أن الأمة تتعرض لمؤامرة دولية استعمارية امبريالية صهيونية "....الخ، باتت مكشوفة ومفضوحة وحتى مؤذية جدا لمسامعنا ..
 أتابعك وأنت لا تكف ولا تمل في دفاعاتك المستميتة عن الأنظمة التسلطية المتهرئة كما كنت تفعل مع صدام حسين ونظامه في العراق ، واليوم بشار الأسد في سوريا .
 كم كنا نتمنى عليك أن ترحمنا من تبريراتك الضعيفة التي تسوقها تزلفا ونفاقا ، فنحن في سوريا أكثر من غيرنا ،ندرك حقيقة أوضاعنا ، وندرك جيدا مالا تستطيع إدراكه وهو أن العلاقة وثيقة الصلة بين القهر والاستبداد ، وان ما حصل ويحصل من تفجيرات واغتيالات ومشاكل في المنطقة ، واخص منها ما يحصل في لبنان  ،مرتبط ارتباط وثيق بنهج السلطة الأمنية وعلى رأسها الرئيس الوريث بشار الأسد ..

ولتعلم يا أستاذ مصطفى بكري أن بائع البطاطا في " سوق الهال " عندنا يعرف هذا الواقع ، ويعرف أكثر مما تعرف ، فالسلطة الحاكمة في سوريا هي التي قامت وتقوم بهذه الأفعال لتثبيت وجودها والمحافظة على استمرارها ، ولا وجود لشيء اسمه مؤامرة إلا في أذهان المرضى ونزلاء مشفى المجانين فقط.
 وان معظم المصائب والويلات التي تتوالى علينا في سوريا مردها الأول للفهم القاصر ، وعدم إجادة قراءة المعطيات الدولية ومتغيراتها ، والتمسك بالكلام السخيف عن وهم اسمه " الثوابت الوطنية والقومية " وما إلى ذلك من المذي الفكري .
 انأ من ملايين السوريين الذين .. نتعيب ونشعر بالخجل والوجل وأحيانا بالذل والقهر " وكم كنا نتمنى أن تشاطرنا هذا الشعور " ، حين نرى الجولان مستقرة بهذا الاستقرار .. بينما تتفاخر سلطة بلادنا المبجلة بتحرير جنوب لبنان ..!
 أكثر من ثلاثون عاما مرت وهي مستقرة ولا رصاصة واحدة تثور منها باتجاه إسرائيل ، وفيها حالة من الهدوء ما تنعّمت بمثلها إسرائيل في أكثر مناطقها أمنا ، مع أن حاكمنا أسد ابن أسد أليس كذلك ..!؟
 كما أن لدى السيد الرئيس بشار الأسد في لبنان آلاف الزعران ، أوجدتهم السلطة التي يقودها ، وأنت تعرف كيف يتوزعون وأين ..!!

ممن يؤتمرون بأمرها ،ويصرف عليهم من قوتنا ما يكفي من الأموال لسد الحاجة وتوفير فرص عمل لكل العاطلين عن العمل في سوريا ، ولا تجدها "  تشجع ازعراً "  واحدا في الجولان على التصدي والمقاومة للعدو الإسرائيلي ، مع العلم أن هؤلاء الزعران على استعداد تام لتنفيذ ما يطلب منهم ، فلماذا لا تثار طلقة واحدة من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل ..كتعبير عن التصدي والصمود ورفض الهيمنة المزعومة ..!؟
والسؤال الدائم على ألسنة معظم السوريين .. لماذا فقط التخريب والدمار وهذه الاغتيالات هم لها اشد المؤيدين والمشجعين .. بينما لا تجد عاقلا في السلطة ينظر إلى الداخل السوري إلا بالقهر والتسلط والاستغلال ..!؟
 وتأتي لتلعب على عواطفنا وتقول أن الرئيس بشار الأسد عميق في تحليلاته .. وأنت تعلم انه ابعد ما يكون عن التحليل ،....وانه واسع الاطلاع على مجريات الأحداث عربيا وإقليميا ودوليا، وأنت تعلم أيضا انه لم يبقى لنا لا قريب ولا بعيد ينظر باحترام إلى هذه السلوكيات المضطربة ..
 أما الكلام عن أن بشار الأسد يتمتع بشعبية كبيرة في سوريا والوطن العروبي ، فهذا كلام عار عن الصحة ، لا شعبية له ولا هم يحزنون ، إلا في التلفزيون السوري الرسمي ، ... وبأن الجماهير أعجبت بخطابه السياسي الملتزم وصراحته المتميزة في القمم العربية التي تحدث فيها، وأنها لا تزال تري فيه واحدا من الهامات العربية الصامدة في مواجهة الهجمة الأمريكية والصهيونية على المنطقة ، كلام فارغ لا معنى له .
ففي أي عالم تعيش أنت ..!؟
 ومن أي كوكب أنت قادم ...!؟ 
يا مصطفى بكري " أي هامات وأي بطيخ مسمر وإحنا صرنا بين الصرامي .."
 فشعبنا السوري يرى غير الذي تراه ، بل يرفض هذا الاستنتاج الأحول ، ويعلم كم هي قبيحة شكل السلطة التي يقودها الرئيس بشار الأسد ، لأنها ببساطة شديدة أهلكت منا الحرث والنسل وتضرر منها البشر والحجر ، وأقولها لك بكل صراحة لتصفني إن شئت بالعمالة والخيانة لهذه السلطة ورئيسها.. وليكن ذلك ، فالملايين في بلدي سوريا يتشرفون بهذه الخيانة ، لأنها خيانة سلطة الزعران الأمنية ، التي جعلتنا نكفر بها وبكم وبكل ما تؤمنون به ، والرجاء ثم الرجاء أن لا تجمّل لنا القبيح يا أستاذ مصطفى بكري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...