الجمعة، يونيو 08، 2012

( مرتكزات السياسة الروسية )


تكتيك الروس

وبعض " مرتكزات السياسة " الروسية

 
إن عدم قدرة الروس على استمالة الأكثرية من " المسلمين السنة " في عموم العالم وليس سوريا فقط ، يعود للأسباب الموضوعية المعروفة ، سواء لجهة أساس العقيدة الشيوعية المعادية لكل دين ، وهذا ربما يكون سبب غير مباشر ، أو لطبيعة النظام الشمولي المافياوي ، إلا أن موقف " عموم السنة " من غزو أفغانستان ابان الحقبة السوفيتية ، وما نتج عن هذا الغزو من كوارث على العالم ، وجرائمهم في الشيشان في عهد " روسيا البوتينية  " ، وانتهاء بموقفهم المخزي وتعنتهم الغير مبرر في وقوفهم مع المعتوه " بشار الأسد " ضد الثورة السورية المطالبة بالتغيير .. هو ما قد يكون السبب المباشر  ..!

ولأن الكل يعلم أن الأقليات الدينية أو الطائفية ، وحتى العرقية منها بشكل عام ، وفي أي مكان ، عادة ما تكون سهله الانقياد وتميل إلى إتباع الداعم الآخر لها من خارج بيئتها ، أو المستثمر الخارجي لخصوصيتها ، والمستغل لمثل هذا الميل الذي قد يكون مفهوما في بعض الأحيان ، ولكون الأقليات عادة ما تعيش بهاجس وجودي دائم ، فان عيونها تنظر لقوة خارجية ترتبط بها وترتكز عليها وتحتمي بها حتى لو كانت ظاهريا في موقع قوي ، وتملك القوة اللازمة لحماية نفسها ..

ربما هذا ما تفهمه روسيا اليوم ، وعلى أساسه تعمل ، ففضلت استغلاله والتعامل معه ولو بشكل بشع وفج ، فقامت على استقطاب ودعم الأقليات في المنطقة خدمة لمصالحها ، وليس خوفاً عليها وحمايتها ، بعد أن فقدت الأمل من أكثرية المنطقة وعموم الأكثرية الإسلامية فيها ، وقد تجلى مظاهر هذا النهج بشكل خاص في تحالفها الغريب واللامنطقي مع الوضع " المذهبي الإيراني الراهن "   ، حيث أن روسيا أدركت أن حضورها الدولي سوف لن يتم بغير هذا السبيل ، وهذا ما قد يستشعره المراقب العادي من خلال هذا السلوك الروسي المريب ..

فروسيا " البوتينية " تدرك اليوم "  أن سلطة إيران القائمة اليوم غير مقبولة من المحيط العربي والإسلامي على حد سواء ، ولا تربطها أي علاقة سوية مع هذين المحيطين  " ..!

لذا استغل الروس " الحكم  في إيران والقائم على فكر مذهبي منحرف ، والذي ربما يكون أسوأ فكر منسوب للدين الإسلامي " وتحالفوا معه في وجه الأكثرية الإسلامية للأسباب التي ذكرتها ..!

بالإضافة للحدود المشتركة والمجاورة ، فإيران دولة ملاصقة لروسيا ، بالتالي يمكن أن تعتبرها مانعا طبيعيا وسياسيا وبشريا يقف أمام وصول النفوذ والهيمنة الغربية والأمريكية بالقرب منها ..

إن ميل الحكم الإيراني " العنصري " والتركيبة السكانية الإيرانية المكونة من مجموعة متنوعة من الأقليات المختلفة ، يجعل الأمر أكثر سهولة لجهة تحقيق المصالح الروسية ، فالفرس الذين يحكمون إيران اليوم لا تتجاوز نسبتهم كما هو معروف ثلث المكون السكاني لإيران ، لكنهم .. هم الحكام الفعليين والمتحكمين في كل المفاصل الدولة الإيرانية وثرواتها ، وأصحاب القرار فيها ، وحتى يتماهون في محيطهم فقد كرسوا نهج التمذهب بمذهب معادي بفكرة وثقافته وفقهه لعموم المسلمين من جهة ، وللعرب في المنطقة من جهة أخرى ، وتطرفوا فيه ، وهو بالأصل " مذهب معارض تقليدي وتاريخي للسنة ، والفرس أنفسهم من ابتدعوه  " وجعلوه عامل تخريب بين المسلمين على مر التاريخ ..

إن روسيا  تدرك أن عموم المسلمين السنة في العالم ، وحتى دولهم التي يتبعون لها على اختلاف الأنظمة فيها ، لا يثقون بالحكم القائم اليوم في إيران ، ولا يركنون لهم ، ولن يركنوا لهم على الأقل في المستقبل المنظور ، ولا يثقوا ولن يثقوا بهم ، وهذه نتيجة طبيعية أو لنقل أنها ردة فعل على السياسات العدائية الواضحة تجاههم ..!

لذلك دأبت " روسيا " على تشجيع ودعم " إيران المذهبية والعنصرية  " التي ارتبطت كليا بها ، وأيدتها على سياستها المنحرفة والشاذة في المنطقة والعالم ، لتصبح في المحصلة عامل ضغط على بقية الدول المنافسة ، فقامت بتطوير قدرات إيران النووية على اعتبار أنها - أي إيران - احد مكونات الحلف الاستراتيجي الجديد للأقليات في المنطقة المرتبط كما قلنا مصيريا بالروس والخادم لمصالحها ، ولو بحجة الاستخدام السلمي للطاقة النووية ، بينما الأمر مختلف تماما ، ولم يعد مخفياً على احد ، فكل ما في الأمر هو مواجهة المكون الإسلامي السني الأكبر ودوله في المنطقة والعالم ، ومن خلفهم الداعمين المفترضين وهما أمريكا والغرب ، وهذا هو تكتيك الروس وهذه هي مرتكزات سياساتها ، والذي بتقديري الشخصي ما عاد يحتاج الى كثير من الجهد لمعرفته ، حيث أن العامة من الناس بات تعرفه وتدركه وبشكل جيد ، ولم يعد  يجهله أو يتجاهله الا متجاهل أو مخدوع فقط . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...