الخميس، يونيو 14، 2012

دروس من التاريخ

دروس من التاريخ
( رينهارد هايدريش  )

رينهارد هايدريش هو ضابط في الجيش الألماني في أيام أدولف هتلر، كان مسئولا عن جهازيّ المخابرات والغيستابو معاً وقد عاش من سنة 1904الى سنة  1942. لقد سُميّ برجل المشانق وبجزار براغ وبالوحش الأشقر وبشيطان إله الموت.
حكم  عليه المؤرخون  بأنه أسوأ وجه من النخبة النازية ،حيث  كان يسميه أدولف هتلر بالرجل صاحب القلب الحديدي .
استلم جهاز المخابرات في أول آب سنة 1931 وقام بخلق شبكات تجسس ومخبرين من اجل جمع المعلومات المسجلة والمبوبة عن مئات آلاف الأشخاص لاستعمالها في ابتزاز رجال السياسة والفكر والعسكر في ألمانيا من اجل مصلحة هتلر الشخصية .
أصبح هذا الجهاز في وقت قصير كناية عن مكنة إرهاب وتخويف وقتل في الولايات الألمانية السبعة عشر ، استلم جهاز الغيستابو في 22 نيسان 1934 بالإضافة إلى جهاز المخابرات .
بعد شهر من هذا التاريخ وبالتنسيق مع هتلر وهملر، قام رينهارد هايدريش بتنظيم لائحة من عشرات المسئولين الكبار في الحكومة الألمانية الذين كانوا غير موالين لهتلر وقام بتصفيتهم مع بعض عائلاتهم في ليلة واحدة، سُميت بليلة السكاكين الطويلة " كان كرئيس للغيستابو لديه السلطة الكاملة بتوقيف مباشرة أي مواطن ألماني مهما كان وفي أي وقت وذلك حسب ما يريد، وذلك باتهامه القيام بعمل ما من صنع خياله .
لقد تمكن من تمرير قانون الغيستابو سنة 1936 في مجلس النواب والذي يمكّنه من سجن وتوقيف أي شخص دون العودة إلى القضاء ولم يكن للقضاء الحق في أن يتدخل مع الغيستابو .
 كان الغيستابو يقوم بتوقيف الأشخاص عشوائياً ويرسلهم إلى مخيمات التعذيب أو يقتلهم ، وفي سنة 1936 ترك هايدريش الكنيسة الكاثوليكية وقام بمحاربتها كونها تشكل خطراً سياسياً على هتلر.
إن رينهارد هايدريش هو مؤلف ومنظم نظرية قتل وتهجير اليهود في ألمانيا والدول التي وقعت تحت سيطرة ألمانيا مثل بولونيا وتشيكوسلوفاكيا ومعظم أوروبا الغربية .
في سنة  1941 أوكل هتلر بمهمة جديدة إلى هايدريش وهي تنفيذ قانون "الليل والضباب" ، بموجب هذا القانون ، إن أي شخص يهدد استنسابياً الأمن القومي الألماني في ألمانيا وأوروبا، يجب أن يتم توقيفه ويختفي بطريقة سرية تحت غطاء الليل والضباب.
وهكذا اختفى آلاف الناس دون أن يعرف أهلهم كيف ذهبوا وكيف ماتوا .
كان رينهارد هايدريش يضع في مكتبه عدد كبير من الهواتف السوداء وكان يحيط نفسه بمعاونين ومرافقين ومنفذي أوامر قتل جميعهم يلبسون الثياب السوداء بشكل دائم. كان يجاوب على الاتصالات الهاتفية الكثيرة ويقول: "الو نعم، هل مات؟"
أعمل على انه انتحار؟
أطلق رصاصة في الرقبة؟
وكذلك الزوجة والأولاد، ماذا فعلت بالخدم؟
اقتل الكلب كذلك؟
احرق الجثث لكي لا يبقى دليل، الخ...
هكذا كان حديث رينهارد هايدريش اليومي.
في 27 أيلول 1941 عُين هايدريش محافظاً ممثلاً لهتلر على محميات بوهيميا ومورافيا التي كانت تنتمي إلى تشيكوسلوفاكيا والتي ضمها هتلر إلى ألمانيا في سنة 1939.
هكذا استقر هايدريش في براغ لقمع أي مقاومة للنظام النازي وتشغيل الصناعة التشيكوسلوفاكية لخدمة الاقتصاد الألماني.
وهكذا صنف التشيكيين إلى قسمين: قسم من بإمكانه أن يصبح ألمانيا وقسم يجب تهجيره أو قتله. هكذا بدأ بترهيب الشعب في أول يوم من وصوله إلى براغ.
في اليوم الثالث من وصوله إلى براغ، اعدم 92 شخصاً طبع أسمائهم ووزعها في أنحاء البلاد.
خلال سنة من وجوده، تمّ توقيف 5000 شخص قتل قسماً كبيراً منهم والباقي أرسل إلى مخيمات التعذيب.  
قام هايدريش بشكل بارع بتطبيق نظام العصا والجزرة ، وكان يكافئ العملاء ويعذب ويقتل كل من لهم علاقة بالمقاومة .
كان يريد أن يحول معظم تشيكوسلوفاكيا كي تصبح ألمانية ويهجر نصف البلد إلى مناطق روسية.
في سنة 1942 قام هايدريش باستعمال 80 ألف عامل تشيكوسلوفاكي للعمل في ألمانيا النازية وزاد ساعات العمل من 8 إلى 12 ساعة.
كان هايدريش في معظم الأوقات يقود سيارته المكشوفة بمفرده لكي يظهر عن ثقته بنفسه داخل الأراضي المحتلة وعدم خوفه من التشيكوسلوفاكيين.
إن هايدريش هو من أهم منظمين برنامج تهجير وقتل اليهود في ألمانيا وتدمير جميع أعمالهم ومراكزهم الدينية ونقلهم إلى مخيمات التعذيب.
في 28 كانون الأول سنة 1941 قامت حكومة تشيكوسلوفاكيا من المنفى بإرسال شخصين إلى براغ بهدف قتل هايدريش وهما السلوفاكي جان كوبيس والتشيكوسلوفاكي جوزف غابسك.
لقد انتظرا مدة ستة أشهر من العمل مع المقاومة السرية للتمكن من رصد هايدريش وانتظاره يوم 27 أيار 1942  في ضاحية "ليبن" في براغ أمام جسر "تروجا" حيث قام كوبيس برمي قنبلة يدوية على سيارة هيدريش بعدما توقف سلاح غابسيك عن العمل عندما قررّ إطلاق النار.  
لجأ كوبيس وغابسيك بعد مقتل هايدريش إلى كنيسة ميتوديوس الأرثوذكسية في براغ مع عناصر من المقاومة.
طُوقت الكنيسة من قبل الغيستابو وطُمر جميع من في داخلها في المياه ودُمرت على رؤوسهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...