الخميس، يونيو 07، 2012


المخاوف الروسية

في الأزمة السورية

 
تخاف روسيا الاتحادية من عمل حلف مكافئ " للمسلمين السنة " مع بعض الدول التي لازالت منضوي في منضومة الاتحاد الروسي في حال  انتصرت الثورة السورية ، وتسلمت الأكثرية السنية الحكم في سوريا..

لذلك تحاول " روسيا " لجم الحراك الإسلامي السني في العالم ، الرافض جله بصراحة ووضوح لهيمنة وحكم الروس القاسي على الشعوب المسلمة فيها ، ولعل أفغانستان كانت درسا استفاد منه الروس ،ولو أنه في المقابل  ساهم تدخلهم في إسقاط الحكم الشيوعي ، وانهيار الاتحاد السوفيتي ، بعد اندحاره أمام المجاهدين والثوار المسلمين من العرب والأفغان ، كما أن وقوف " العالم الإسلامي السني " خلف الثوار والمقاتلين ودعمهم بالمال والسلاح كان عاملا مهما في اجبار جيوشها على الانسحاب من هذا البلد وهي تجر ذيول الخيبة وراءها .

والدعم المتنوع لثوار " الشيشان من المسلمين السنة " بلا شك أسقط الهيبة الروسية ، وهذا لا يشك به أحدا ، وروسيا هنا تحاول الوقوف ضد ، لا بل الانتقام من عموم السنة الذين وقفوا ودعموا تعاطفوا مع السنة في الشيشان ، وساهموا في دعم الثوار هناك ، فأمدوهم بالرجال والسلاح والمال ، ما أدى إلى إرهاق الدولة الروسية ، وإشغالها بأمورها الداخلية ، (  الامر الذي أدى الى لفت انتباه بقية مكونات الدولة الروسية إلى مسالة حق تقرير المصير للشعوب سواء كان ما يرتبط منها بالمكونات العرقية أو الدينية أو المذهبية )

من هذا المنطلق يبدو لنا أن " الروس " مجبرون خوفاً ، وعازمون على السير في هذا النهج  الى النهاية ، والعمل فقط وفق ما يروه مناسبا حتى يتبدد خوفهم ، ويحقق لهم مصالحهم ، بدون الأخذ بالاعتبار مصالح الشعوب الأخرى ، وفي الوقت الذي نرى أن ذلك خطأ فادح ترتكبه القيادة الروسية ، ندرك تماما أن الشعوب لا تُقهر ، ولا يمكن أن تُعادى ، قد تشعر بالظلم وتسكت على ظلمها لحد معين ، لكنها لن تبقى صامتة الى ما لا نهاية ، مهما بلغت قوة الظالم ، وهذا بتقديري ما لا يريد الروس أن يفهموه وهنا لب المشكلة ..


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...