الجمعة، يونيو 08، 2012

ما وراء العناد الروسي



ماذا وراء (  العناد  ) الروسي
هل هو
( إبعاد )
النفوذ الغربي والأمريكي عن الحدود الروسية ..!؟



قد يبدو للبعض أن ظاهر الموقف الروسي من الأزمة السورية يغلب عليه " العناد " ، وان " روسيا تعاند الإرادة الدولية ... " الساعية لتسوية الأوضاع المتفاقمة هناك ، لكن في السياسة لا يوجد للعواطف مكان ، وما ينبغي علينا فهمه أن هذا العند إن كان موجودا ، فهو في واقع الأمر لا يخرج عن إطار رفضها - أي روسيا - وصول الهيمنة الأمريكية ومن خلفها الغرب إلى حدودها مع إيران ..!

ففي حال انهيار السلطة الحاكمة في إيران .. هكذا ترى روسيا .. وهذا متوقع في كل الأحوال كنتيجة لسقوط السلطة الحاكمة في سوريا ، وذلك لما لطبيعة العلاقة بين النظامين الإيراني والسوري وترابطهما المصيري مع بعض ، ستكون أمريكا فعلياً قد وصلت للحدود الروسية بكل سهولة وبلا عناء ، لأن الشعب الايراني الكاره لسلطة العمائم السوداء المتخلفة ، سيصبح فورا مع الامريكان والغرب ، وهذا ما لا تريده روسيا بكل تأكيد ..

وهذا ما تحاول القيادة الروسية العمل ضده ، لذلك " روسيا " تدعم التحالف المتين والمصيري بين كل من " السلطة المذهبية في إيران والأقلية الطائفية الحاكمة في سوريا "  ، وهو دعم بالتأكيد ضروري وفق منطق المصالح المجردة التي ينطلق منها الروس ..

وهي إلى حد ما تحاول أن تكون " براغماتية " قدر الإمكان في سياستها الخارجية ، التي تخدم مصالحها الاستراتيجية ، لذلك نراها تدعم النظام الاقلوي الحاكم في دمشق وتحمي " الرئيس بشار الأسد " التابع لـ " أقل الأقلية " الذي هو كذلك بحاجة لداعم خارجي تفهم أهميته جيداً روسيا ، وتستغله أبشع استغلال ، والذي يشبه إلى حد ما طبيعة حكم " الأقلية الفارسية العنصرية الحاكمة في إيران " ..

فالتقاطعات بين كلا الطرفين " الأسدي الحاكم في سوريا وأصحاب العمائم القاتمة في إيران  " فيها شيء من المذهبية والطائفية ، وشيء يرتبط بالمصير المشترك ، فنظرة الأكثرية العربية والإسلامية لكلا النظامين سواء كان في داخل " سوريا أو إيران " أو خارجهما معروفه ، وربما متطابقة ، خصوصا عندما بدت تتكشف شيئا فشيئا خفايا مشاريعهم المشبوهة ، وروسيا كدولة عظمى ، وبطبيعة تكوينها وتركيبة نظامها ، لا يمكن لها التوائم مع الاكثريات في العالم ، خصوصا منها الأكثرية " العربية الإسلامية " ، فالتركيبة الاثنية فيها ، ونظامها القائم ، والدور الذي تقوم به يمنعانها من ذلك ..!!

وهذا ما يجعل القيادة الروسية تنظر بشكل دائم نظرة ريبة وشك وعدم ارتياح لهذه الأكثرية ، فـ " روسيا البوتينية " لم ولن تغفر لهذه الأكثرية " العرب المسلمين " تحالفها وتعاونها مع أمريكا في محاربة " الاتحاد السوفيتي " السابق ، وهذا ما لا يجب أن يغفل عنه أحد ، والموقف الواضح من احتلاله لـ " أفغانستان المسلمة " والتعاطف الكبير مع الأفغان ، الأمر الذي كان له دور واضح وبالغ الأثر في انحسار الدور السوفيتي في المنطقة ، وانهياره وتفتته ، وفلتان بعض الدول من فلكه ، خصوصا الدول التي كانت فيما مضى ، لا تطمح بأكثر ربما من استقلال إداري لشئونها الداخلية عن منظومة " الاتحاد السوفيتي الشيوعي " ، وكانت تواجه الرفض ..

لذلك أعتقد أن موقف روسيا الذي ظاهره " العناد " .. ما هو إلا موقف استراتيجي يهدف فيما يهدف إلى " إبعاد "  النفوذ الغربي والأمريكي ما أمكن عن الحدود الروسية أمام احتمال كبير لسقوط النظام والدولة في إيران ، وذلك من خلال استطالة الأزمة السورية ، ولو على حساب دمائنا ، لفرض شروط خاصة وتحسين الموقع التفاوضي كي يساهم في خدمة أهدافها  ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...