الأربعاء، أبريل 30، 2014

الحل بتقديري هو المصارحة والمكاشفة


الحل بتقديري هو المصارحة والمكاشفة

يا سادة  يا كرام الكلام المعسول والوعود شيء حصل ، وسمعناه اكثر من مرة من الرئيس نفسه ، ولا ننكره لكن الممارسة القمعية على الأرض كانت شيء اخر مختلف ..!
هذه حقيقة لا ينكرها منكر شاهد الاحداث في بداياتها ، ولكن أنا أقدر ما يلي :
وهو احتمال تبريري على قاعدة " خلق الاعذار " لنقول أن الذي حصل هو أن الأجهزة الأمنية الفاسدة والتي يتربع عليها مجرمون قتلة أعطت صورة مغايرة عن الواقع لرئيس يعيش خارج حدود الواقع  ، وافترضت بأنها قادرة على قمع " الاحتجاجات الحورانية  " بسرعة حتى لو تم قتل كم مئة شخص هنا أو هناك ، فالمسألة عندهم ليست بالمشكلة الكبيرة ، وبهذا تنتهي الحالة " الغريبة " هذه عند هذا الحد .، أو هكذا هم اعتقدوا ..!!
لكن على ما يبدو كان التقدير عندهم خاطئ .. واذا ما كان الامر كذلك .. وهذا هو ما حصل ، لكنا تمنينا أن يستدرك الأمر الرئيس ذلك .. ويعترف بسوء تقدير موظفيه ، ويتراجع ..ويقول للشعب السوري بأن الصورة جاءته مغلوطة وأنه سيحاسب المسؤولين عنها .. وهذا لن ينقص شيء من قيمته .. لكن هذا لم  يحصل ..!
البعض يقول "  أنتم اصررتم " ..والحقيقة لا أدري بالضبط من المقصود بـ" أنتم "  .. هل كنت تعني المعارضة .. !؟
اذا كان الأمر كذلك فالمشكلة ليست بين معارضة ونظام ولم تكن يوماً كذلك ، فهي بين شعب ونظام ..!!
ومن يتخطى هذه الحقيقة أو يتجاهلها بقصد أو بدون قصد هو مخطأ بكل تأكيد ، لأن في سورية كما هو معلوم لا يوجد معارضة ولا حتى ثقافة معارضة ، ولا يوجد بالأصل مؤسسات لها .. !
سورية على يد هذا النظام تصحرت من أي اختلاف في الرأي .. هناك رأي واحد تمثله السلطة ، ومن له رأي أخر فهو متامر خائن مرتبط بالخارج ما شئت ..  يمكن يطلق عليه أي تسميه ..!
هناك أشخاص معارضين متناثرين مبعثرين هنا وهناك ...نعم .. لكنهم غير قادرين على تحريك الشارع السوري ضد الدولة ومؤسساتها كما يحاول ان يصور النظام عليه الأمر ..!
أما اذا كان المقصود بـ " الاصرار " هم أهالي درعا ... فلا أعتقد أن احد يستطيع أن يلوم أهالي درعا الذين طعنوا بشرفهم واعراضهم .. !؟
لكن دعونا نسلم جدلاً بأن أهالي درعا أناس ليسوا سوريين " مندسين ومرتبطين بالخارج ووهابيين وتكفيريين وجماعات مسلحة مرتبطة بالخارج .. الخ  ..!"
أو لنفترض انهم .. شوية "زعران " أُبتليت الدولة السورية بهم ، ما الذي دفع أهالي تلبيسة والرستن ودوما ودير الزور وكل المناطق السورية لتحويل الاحتجاجات المطلبية والمظاهرات السلمية الى ثورة ..!؟
ما الذي حرك البلد كله .. ما الذي اثار الشعب السوري لو لم يكن هناك تراكمات كان النظام ورجالاته يتجاهلونها .. يا ترى ..!؟
سؤال مهم ..والاجابة عليه اهم ..!
أما ما يحكى عن الدستور الجديد الذي يتكلم عنه البعض ويتشدق به ، انا اطلعت عليه جيداً ، وقرأت مواده مادة .. مادة وبترويّ ، فوجدت بأنه قد سقطت منه " ثلاث كلمات " فوق دستور الجمهورية العربية السورية .. ثلاث كلمات فقط ..!
أو ربما سقطنَّ سهواً .. لا ادري  .. المهم هن خاص بـ "بشار الأسد " ..!
هذا اذا اردنا الصراحة بلا لف ولا دوران .. !
يعني دستور خاص وموضوع لشخص بعينه ولا ينطبق على شخص اخر غيره ، وليس له أيضاً علاقة بالشعب السوري ، ولا يحق به ان يكون للشعب السوري علاقة .. وهذا ليس رأيي فقط بالمناسبة انما هذا ما يدور في نفوس الناس أجمع .. !
اذن المشكلة تراكمية أغفل الرئيس ونظامه ومن معه عن التعامل الجدي والسليم معها بالشكل المطلوب والذي يتناسب مع الحاضر وطبيعته .. !
ربما يكون هذا التغافل هو أكبر خطأ ارتكبه الرئيس لغاية بداية الاحتجاجات ، لكن ما بعدها الأمر بات مختلف .. اذ لم تعد المسألة مسألة تغافل ، أو تجاهل لظروف معينة ، انما تحولت الى اجرام متعمد " بدافع الحقد " يستوجب المحاسبة ..!
لذلك اذا بقينا في دائرة الاتهامات الفارغة والجوفاء التي باتت مكروهة وممقوتة حتى للأطفال في سورية ، فلن نخرج من المصيبة التي نحن فيها ، ومهما بلغت قوة الاعلام فإنها لن تلغي تلك المشاكل ولن تزيلها ..!
ما الحل ..!؟
 الحل بتقديري هو المصارحة والمكاشفة وعرض المسكوت عنه امام الناس ، وكشف كل الحيثيات التي ادت لهذه الكارثة ومحاسبة كل المتسببين وعلى رأسهم " أنا " شخصياً لو كان لي دور بها ، فإذا ثبت تورطي سأسلم نفسي للمحاسبة .. فسورية يجب ان تكون أهم من الاشخاص.. أليس كذلك ..!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...