الجمعة، يونيو 06، 2014

المشلكة في سورية ليست سياسية


المشلكة في سورية ليست سياسية

بداية .. الحياة كلها صراع في صراع ولو الصراعات لما  بُنيت ولا نشأت الحضارات ، والتطور هو صراع بين المتضادات..!
لكن ما أود أن أقول.. !
وأنا اتفق مع البعض في جزئية أن " علاقات الدول " تبنى على المصالح المجردة ، لكن في كثير من الأحيان يتم استغلال " خلافات أو اختلافات " بين مكونات مجتمعية دينية ثقافية عرقية  واللعب بها وعليها لتحقيق هذه المصالح ..!
للتوضيح ...
وهذا بالمناسبة ليس افتراء على " الخميني " اليوم هو بدار الحق ..  !
فانا مضطلع على فكره وباحث فيه .. أنا لا اتكلم بالعاطفة انما بما  قاله هو وبما يصرح به مقلديه واتباعه ، وحملة فكرة ..!
لنلاحظ ملاحظة مهمة جداً وهي .. أنه منذ قيام الثورة " ايران الايرانية بقيادته  " لم تتستطع أقناع الشعوب العربية ، والشعوب نفسها م تقتنع بها ، كما أن " الخميني " لم يسعى نفسه ولا من هم بعده للتقارب مع شعوب المنطقة ، كل ما فعله وفعلوه من هم بعده هو بناء تحالف تخريبي مصيري أقلوي مع سلطة حافظ الاسد ضد العرب والعروبة ، وبعيد كل البعد عن الشعب السوري وتطلعاته .. والسبب هو الفكر " الأقلوي " الموروث الذي كان يحمله " الخميني "  ، وورثه من بعده ..والذي لا يحمل في جنباته أي اشارات تقاربية مع الاخر فضلا عن العداء المستحكم مع العرب كعنصر ..!
هذا الأمر عرفته روسيا جيدا وعرفت اسباب التقارب مع سلطة " الأقلوي " حافظ الاسد ، وما سيؤدي اليه ، ولعبت عليه ، وعرفته أيضاً اسرائيل ، وانسحبت طوعا من الجنوب اللبناني لأنها تدرك أن اندفاع الفكر المذهبي الذي جاء مع الثورة الايرانية " اباتجاه أتباع المذهب  " والاقليات من بقية الطوائف ، كافي لأن يخرب المنطقة ومحيطها وينسفها ، ولأنه سيؤدي الى حرب مذهبية طائفية لامحالة ، وسيُشعِر الاكثرية السنية بالاحباط ، كما أنه سيؤدي الغرض التي كانت تسعى اسرائيل نفسها اليه ، وأفضل من أي حرب تشنها على الاقليم ودوله ..!
بدليل أن اسرائيل لم تنسحب من أي ارض عربية محتلة بدون معاهدة " سلام " أو اتفاقية ما .. ولصالحها ..!
هل يستطيع أن يقنعتي احد بالمنطق والعقل ان " مجموعة مذهبية " تابعة لأقلية ، ومرتبطة بايران التي لم تبني يوما ما علاقة سوية مع اي بلد عربي .. هذه المجموعة المسلحة بتسليح بسيط  ، تكون أقوى من مصر ذات التسعين مليون ، وتحقق لنفسها ما لم تستطع مصر ان تحققه ...!؟
أما موضوع الصراع السياسي .. فأنا لا اتفق مع البعض بأن ما يجري في سورية هو صراع سياسي ، فالسلطة السورية هي " سلطة لها دور وظيفي  " رعتها دول بعينها للقيام بخدمات خاصة للخارج .. وهذه السلطة على الوقت اكتسبت مكاسب كبيرة من خلال هذا الدور ، ولا تريد التنازل عنه ، وربما لاتريد حتى كشفه .. !
والمسألة لا علاقة لها بشيء اسمه سياسة .. !
قد يسألني أحد ما هي معالم الدور الوظيفي الذي تتكلم عنه ..!؟
أقول .. من الذي ضرب وقسّم منظمة التحرير الفلسطينية التي اتفق العرب والعالم – على الاقل بالعلن أو اعلامياً -  أنها الممثل الشرعي والوحيد للفسطينيين "  الى " أقسام " وتشضيات .. فتح الانتفاضة ..وغيره ..!؟
من الذي هدئ الجبهتين السورية واللبنانية على طول الفترة الماضية بعد أتولى امورها " اقليتين " ..!؟
من الذي مكّن ايران المحكومة من اقلية مذهبية من بلادنا .. وهي التي تحتل" الاحواز العربية " التي مساحتها أكبر من مساحة فلسطين التي يحتلها اليهود بعشرة أضعاف "  185000كم مساحتها بينما تحتل اسرائيل من فلسطين ما يقارب 18500 كم " .. !؟
ثم من الذي تنازل عن أربعة أضعاف الجولان " لواء اسكندرون " لتركية بجرة قلم .. وأنا على يقين أن كثيرين من السوريين قد لا يعرفون شيئاً عنها ..!
أخيرا .. نعود للعنوان والقول .. المشلكة في سورية ليست سياسية .. في سورية اليوم ثورة على عصابة باعت واشترت واليوم تدمر البلد ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...